ربما لا أكون مخطئاً إن قلت إن الإثارة والتشويق والمتعة التي شاهدناها في الدوري السعودي الممتاز هذا الموسم الذي انتهت فصوله أمس، لم تتوافر في أي دوري في العالم. ففي الدوري السعودي لم يعرف بطل الدوري إلاّ في لقاء الجولة الأخيرة التي استضافها ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة بلقاء جمع بين الفريقين الكبيرين، الاتحاد والهلال. وزاد من جمال يوم الختام أن الفريقين المتنافسين على بطولة الدوري، ظلاّ متلازمين منذ الجولة الأولى وحتى الجولة الأخيرة، اذ ظلت الصدارة اتحادية، واستمر الهلال في الوصافة. ومما رفع من درجة الإثارة، نجاح اتحاد الكرة في استحداث بطولة دوري الأبطال على كأس الملك، حتى أصبحنا نرى ونتابع منافسات قوية بين فرق الوسط، لحجز مركز في البطولة الجديدة. وبالمناسبة، فإن المتعارف عليه في نظام الدوري عدم وجود مباراة ختامية، باعتبار أن البطل هو الأكثر جمعاً للنقاط، باستثناء الدوري السعودي، وهذا الاستثناء لم تصدره إحدى اللجان في اتحاد الكرة، بل أصدره الدوري السعودي أفضل الدوريات العربية وهذا ليس كلاماً اعتباطياً، وإنما هو واقع مقرون بالأدلة والشواهد الحية، ودعوكم من النشرات المجانية التي تخرج إلينا في كل مرة، لتجعل من الدوري اللبناني أو السوداني أفضل من الدوري السعودي. خذوا على سبيل المثال الدوري المصري، فالبطولة حسمت للأهلي منذ منتصف الدور الثاني، وبفارق كبير يصل إلى أكثر من 20 نقطة، عن أقرب المنافسين فريق الإسماعيلي الذي جمع 40 نقطة، وتبقى على النهاية سبع جولات. وفي الدوري القطري، توج فريق الغرافة بطلاً، وبفارق وصل إلى تسع نقاط عن أقرب فريق له، وهو السد، وهو ما يعرف بدوري المحترفين، فيما بقيت المنافسة على بطولة الدوري الأردني محصورة منذ عقود بين الوحدات والفيصلي. وعلى مستوى الدوريات الأوروبية، انفرد"مان يونايتد"بالصدارة، بفارق ثلاث نقاط عن تشلسي، وست نقاط عن أرسنال، في حين وسّع ريال مدريد الفارق بينه وبين برشلونة، أقرب ملاحقيه إلى ست نقاط، مع أفضلية للريال بفارق مباراة. وما أشبه الأهلي بالأرسنال الانكليزي، فكلاهما يقدم كرة ماتعة - هذه حقيقة - وكلاهما"حظه عاثر"، فالأهلي غادر الدوري منذ البداية، والأرسنال فرط فيه، ولا أدري إن كان الأهلي لحق بالأبطال أم لا؟ ولو كانت الدرع تقسم إلى نصفين، لقسمتها بين الفريقين البطلين، فالاتحاد في رأيي يستحق البطولة، والهلال في نظري أكبر من الوصافة، ومع ذلك فالفرحة التي انتظرها الفريق البطل غادرت المكان. وأتمنى أن يُراعى هذا الأمر في الدوريات المقبلة، حتى ولو منح الفريق البطل - درعاً مستنسخة - من الدرع الأصلية، وفي ختام الموسم يتسلم الدرع الأصلية، ويحتفظ بالبديل كرمز لدرع الدوري. [email protected]