"هذا هو صيفنا الذي نذهب فيه إلى البر والبحر ونستطيع أن نستمتع فيه بكل شيء"، هكذا يرى سعد الغامدي، الذي يعمل مدرساً، أجازة الربيع فهي من وجهة نظره"وقت للمرح"، وأكثر ما يضايقه فيها أنها أسبوع واحد فقط، وعلى رغم ذلك يستمتع بكل جزء فيها. ويقول الغامدي:"هذا الأسبوع هو ما سيصبرنا على حرارة الصيف المقبلة المصحوبة بالرطوبة، فالكل يعرف معاناتنا في الصيف مع الرطوبة التي لا تجعل أحداً يفكر في الخروج حتى في الليل، وستجعلنا هذه الأجازة ننعم بالربيع الذي في العادة نحرم من التمتع به". ويشير الغامدي إلى أن"رحلات البر خياره الأول دائماً، فهي فرصة للاسترخاء ونسيان مشكلات الحياة، فصفاء الجو يكفي لإزالة أكبر الهموم". ويقول:"اتفقت أنا وأصدقائي على الخروج لأيام عدة، نستعد من خلالها للعودة إلى العمل من جديد". ولا يكاد تختلف وجهة نظر معظم سكان الشرقية من ناحية الخروج إلى البر والتخييم، فهو بالنسبة لهم عادة وأسلوب حياة، ومن يتجول في شوارع الدمام حالياً، يجد سيارات محملة، ويبدو من بداخلها سعداء برحلتهم والحماس يملؤهم. وتبدو هذه الفترة ذهبية لتجار أدوات التخييم وأصحاب المحال التي تؤجر الدبابات، فالكل عمل في همة ونشاط قبل الأجازة بأيام استعداداً للهجمة المتوقعة، خصوصاً من فئة الشباب، سعياً وراء تأجير مستلزماتهم"لكنّ علي الحمادة، وهو يعمل في مجال تأجير الخيام، يرى أن مَن يخرجون في هذه الفترة هم من الشباب فقط، إذ تفضل العوائل الشتاء، ففترة الربيع تكون مواسم التزاوج للحشرات والعقارب وتنشط في الظهور، على عكس الشتاء تكون الأوضاع أكثر أمناً. بيد أنه تحدث عن أن العوائل التي تخرج في مثل هذا التوقيت تكون من العوائل التي تقضي جزءاً من اليوم فقط في"كشته"سريعة. ويقول:"بعض العوائل يفضل الآن الذهاب إلى البحر فهم على خلاف باقي سكان العالم لا يتمتعون نهاراً بالبحر في فصل الصيف، بسبب ارتفاع درجتي الحرارة والرطوبة، وإنما يفضلون التمتع به في الربيع". ويضيف الحمادة أن الفترة الحالية يقتصر الأمر على الشباب فقط لأن العوائل بطيئة الحركة على خلاف الشباب، الذين يستطيعون أن يتجمعوا خلال ساعة وينطلقون، فيما العوائل تحتاج إلى استعدادات أكثر. ويشير إلى أن المناطق القريبة من الجبيل والنعيرية أو المتاخمة لمدينة الخفجي من أكثر المناطق تفضيلاً لدى الكثيرين، ولا يقتصر فيها الأمر على مجرد التخييم وإنما"للتطعيس"فيها نكهة خاصة.