اتجه أهالي المنطقة الشرقية إلى الاستراحات والمناطق الصحرواية لقضاء ما تبقى من إجازة عيد الفطر المبارك، وسجلت محال تأجير مستلزمات محال الرحالات نشاطاً لافتاً، فيما تعالت نسبة اشغال الاستراحات في شكل تصاعدي منذ ثالث أيام العيد. ففي محافظة حفر الباطن نشط مع بداية أيام العيد المبارك خروج الأهالي من المدينة ليلاً إلى المخيمات، يدفعهم تحسن درجات الحرارة للاستمتاع ببرودة الصحراء، في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة الاقبال على الخيام بصورة أدهشت أصحاب محال تأجير مستلزمات التخييم. وقال سعد الغامدي: «هذا هو صيفنا الذي نمرح فيه ونذهب فيه إلى البحر، ونستطيع أن نستمتع بكل شيء»، ويرى أن «هذا الأسبوع هو ما يصبرنا على حرارة الصيف المصحوبة بالرطوبة، فالكل يعرف معاناتنا من الرطوبة التي لا تجعل أحداً يفكر في الخروج حتى في الليل». ويشير الغامدي إلى أن «رحلات البر خيارنا الأول دائماً، فهي فرصة للاسترخاء ونسيان مشكلات الحياة، فصفاء الجو يكفي لإزالة أكبر الهموم». ويقول «اتفقت وأصدقائي على الخروج لأيام عدة، استعداداً للعودة إلى العمل من جديد». ولا تختلف وجهة نظر غالبية سكان الشرقية من ناحية الخروج إلى البر والتخييم، فهي بالنسبة لهم عادة وأسلوب حياة، ومن يتجول في شوارع الدمام حالياً، كثيراً ما يجد سيارات محملة، ويبدو من بداخلها سعداء برحلتهم والحماس يملأهم. وتبدو هذه الفترة هي الفترة الذهبية لتجار أدوات التخييم وأصحاب المحال، التي تؤجر الدبابات، فالكل يعمل في همة ونشاط، وبدؤوا قبل الإجازة بأيام، استعداداً للهجمة المتوقعة من جانب الشباب، سعياً وراء تأجير مستلزماتهم. لكن علي الحمادة، الذي يعمل في مجال تأجير الخيام، يرى أن «من يخرجون في هذه الفترة هم من الشباب فقط، إذ تفضل العائلات الشتاء، ففترة الربيع تكون مواسم لتزاوج الحشرات والعقارب، التي تنشط في الظهور على عكس الشتاء، تكون الأوضاع فيها أكثر أمناً». لكنه تحدث عن مخيمات ضخمة تشبة المنتجعات تتوافر فيها كل الاحتياجات ووسائل الترفيه». ويقول: «بعض العائلات تفضل الآن الذهاب إلى البحر، فهم على خلاف باقي سكان العالم، لا يتمتعون بالبحر صيفاً وإنما في الربيع». ويضيف الحمادة أن الفترة الحالية يقتصر الأمر فيها على الشباب فقط، لأن العائلات بطيئون في الحركة على خلاف الشباب، الذين يستطيعون أن يتجمعوا خلال ساعة وينطلقون». ويشير إلى أن المناطق القريبة من «الجبيل» و«النعيرية» أو المتاخمة لمدينة الخفجي من أكثر المناطق تفضيلاً لدى الكثيرين، والتي لا يقتصر فيها الأمر على مجرد التخييم، وإنما تنظم مسابقات في الصيد وركوب الرمال «التطعيس». وفي حفر الباطن التي يفضل أبناؤها تسميتها ب«عاصمة الصحراء» شهدت محال بيع لوازم الرحلات حركة كبيرة مع اعتدال درجات الحرارة خلال الأيام القليلة الماضية خلال الليل، حيث يستعد الكثير من الأهالي لقضاء ليالي العيد في المناطق البرية المجاورة لحفر الباطن خصوصاً مع وصول درجات الحرارة خلال المساء ل 20 درجة مئوية حسب ما تشير إليه مواقع الأرصاد. ويؤكد محمد العقيّل (صاحب مكتب عقاري) أن الطلب أصبح كثيراً على الخيام المستأجرة ولوازم الرحلات من جانب الأهالي وزوار المنطقة، كما تشهد الاستراحات اكتظاظاً، بحيث لا يجد الباحث عن استراحة خلال أيام العيد أي استراحة شاغرة. وأوضح أن الاستراحات قد تم حجزها منذ مدة طويلة، حيث أنه بدخول العشر الأواخر، لا يكاد يجد الباحث عن استراحة أي واحدة شاغرة، رغم تضاعف أسعارها عن الأيام العادية، وتم حجزها لأيام العيد بأكملها، ما يدفع بالأهالي إلى التوجه لإقامة المخيمات في المنتزهات البرية المجاورة للمدينة، مستغلين تحسن الأجواء، وانخفاض درجات الحرارة من جانبه، قال أحد العاملين في محل لوازم بيع الرحلات أنهم يشهدون في هذه الأيام طلباً كثيراً على الخيام وعلى معدات الطبخ والفرش ولوازم القهوة والشاي، بالإضافة إلى المولدات الكهربائية، حيث تحتل الصدارة في الطلبات، بينما تأتي في المرتبة الثانية أجهزة الملاحة ومعدات التخييم طويلة الأمد. يذكر أن بلدية حفر الباطن قامت بالاستعداد لعيد الفطر من خلال متابعة الحدائق العامة، وتجهيزها لاستقبال المواطنين والمقيمين.