أرجع عدد من الاقتصاديين وأعضاء مجلس الادارة في عدد من الشركات أسباب إحجام المساهمين في الحضور للجمعيات العمومية للشركات، إلى قلة الوعي لدى المساهمين بحقوقهم القانونية لدى تلك الشركات. وقال المدير العام للشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية عضو مجلس الادارة في عدد من الشركات المساهمة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز العبدالقادر، أن هناك أسباباً عدة لعدم حضور المساهمين في الجمعيات العمومية العادية وغير العادية، من أهمها قلة وعي المساهم بحقوقه من حيث التصويت والمناقشة والترشيح، إذ نجد الكثير من المساهمين يحجمون عن الحضور من دون أي سبب، على رغم علمهم بموعد عقد هذه الجمعيات، ويعتمد فقط على نتائج الجمعيات من دون المشاركة فيها. وأضاف في تصريحات إلى"الحياة"، ان هناك شركات لا تحرص على تشجيع مساهميها على الحضور والإدلاء بالرأي والمشورة والمناقشة، إضافة إلى أن القوة التصويتية لمجلس إدارة الشركات المساهمة لا تعطي صغار المساهمين دوراً كبيراً في عملية الترشيح، وبالتالي كان لذلك اثر في عملية الحضور. وبين أن هناك فئة من المساهمين ليس لديهم القدرة على قراءة القوائم المالية للشركات وفهم أبعادها، لافتاً إلى أن الكثير من المساهمين، ومن خلال توضيحات هيئة السوق المالية، وقيام الشركات المساهمة بتفسير معظم قوائمها المالية، أصبح لديهم الإلمام الكامل تلك البنود وتفصيلاتها. وأكد العبد القادر أن الشركات المساهمة تقوم بعقد الجمعيات العمومية في أوقاتها المحددة وفق الانظمة الصادرة عن الجهات المختصة، لافتاً إلى أن الكثير من المساهمين لديهم سلوكيات استثمارية محددة، إذ نجد من يقوم بالمضاربة على أسهم الشركات التي يمتلك فيها ولا يهمه حضور جمعية عمومية بقدر ما سيعود عليه السهم من أرباح، موضحاً أن مثل هذا السلوك يحتاج إلى توعية فقط. من جهته، قال عضو اللجنة الصناعية في الغرفة التجارية في الرياض وعضو مجلس الادارة في عدد من الشركات الدكتور مؤيد القرطاس، إن نسبة الحضور من المساهمين في الجمعيات العمومية للشركات المساهمة يختلف من شركة إلى أخرى، وعموماً معظم الشركات تشهد إقبالاً جيداً، ولا يوجد تأجيل للجمعيات الا لشركات محدودة، إضافة إلى أن الكثير من المساهمين يطمئنون لعمل شركاتهم ولديهم ثقة في مجلس الإدارة. وبين أن هناك فئة من المساهمين ينظرون إلى تملك الأسهم من باب الاستثمار والمضاربة فقط، وليس لديهم اهتمام بالجمعيات العمومية أو غيرها، مؤكداً أن كثيراً من مجالس الإدارة متفهمة لدور المساهمين ويعملون على تقبل وجهات نظرهم ومناقشتهم أثناء انعقاد الجمعية. وتوقع القرطاس أن يكون جهل بعض المساهمين بالقوائم المالية للشركات التي يساهمون فيها من الأسباب التي تجعلهم لا يحضرون الجمعيات العمومية، على رغم قيام الكثير من الشركات بتوضيح قوائمها وتفسيرها بشكل يُسهّل على المساهمين فهمها، لافتاً إلى وجود بعض النقاط في القوائم المالية للشركات بحاجة إلى توضيح، وبالتالي يصعب فهمها لدى المساهم العادي. وأكد أن تأخر عقد الجمعيات العمومية للشركات يعود إلى ان الشركات المساهمة تتجه دائماً إلى الحصول على موافقة من الجهات المختصة، وبالتالي تحتاج إلى وقت طويل، إضافة إلى وجود بعض الاجراءات والمواضيع التي تحتاج إلى إعداد، وكل ذلك يتم خلال المهلة التي تُعطى والمقدرة بنحو 45 يوماً بعد الحصول على موافقة عقد الجمعية. وأكد القرطاس أن كثيراً من المساهمين لا يحضرون الجمعيات العمومية بسبب اعتمادهم على المضاربة أو الاستثمار في سوق الأسهم، أكثر من اهتمامهم بالجمعيات لتلك الشركات.