سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشركات المساهمة تؤجل «42» اجتماعاً لجمعياتها العمومية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني للانعقاد مخاوف من أن يؤدي الالتزام بالإفصاح إلى كشف أسرار الشركات للمنافسين
بلغ عدد الجمعيات العمومية التي قررت الشركات المساهمة المدرجة في سوق الأسهم المحلية تأجيلها بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لانعقادها من المرة الأولى، نحو 42 جمعية عمومية وذلك منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية شهر نوفمبر الماضي. وشهدت غالبية الجمعيات العمومية للشركات عزوفاً من جانب مساهميها الأمر الذي تسبب بتعذر انعقادها من أول اجتماع، في وقت أرجع فيه متخصصون هذا العزوف لأسباب منها الثقة الزائدة في الشركات خصوصاً في الشركات الكبيرة ذات الأداء الجيد أو لتقصير من المساهمين أنفسهم الذين لا يرحبون بالحضور ولا بالمناقشة. وقال ل «الرياض» خالد الشثري رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت تبوك والمتطورة وجازان الزراعية، إن الشركات المساهمة تشكو من قلة حضور المساهمين في الجمعيات العمومية، مؤكداً أن هناك العديد من الجمعيات التي تعقد اجتماعها ولا يتجاوز عدد الحضور فيها من المساهمين أعضاء مجلس الإدارة وما يشكل نسبة 1 إلى 2 في المائة من رأسمال الشركة. وطالب الشثري بضرورة تواجد المساهمين في الجمعيات العمومية بشكل أكبر، وأن يبحثوا عن حقوقهم التي كفلها لهم النظام، وذلك عبر هذه الجمعيات، مبيناً من حق المساهم أو مجموعة من المساهمين أن يطالبوا بعقد جمعية عمومية للشركة حال تملكهم ما نسبته 50 في المائة من أسهمها. وذكر أن وعي المساهمين أصبح أكبر مما كان عليه في السابق، وأن نمط المواطن السعودي تحول من النمط الاستهلاكي إلى نمط استثماري جديد، إلا أنه قال إن هناك حاجة للمزيد من التوعية المكثفة في هذا الخصوص وأن الوضع يتطلب بذل المزيد من الجهود لتوعية المساهمين خصوصاً وأن الشركات المساهمة تلعب دوراً حيوياً في الاقتصاد الوطني. وأضاف: «أتمنى أن تشهد الجمعيات العمومية في المستقبل ارتفاع أصوات العديد من المساهمين الذين يسألون مجالس الإدارات ويستوضحون نقاطاً عديدة، مشيراً إلى ضرورة حدوث تغيير في فكر المساهمين لادراك أهمية حضور الجمعية العمومية ومناقشة مجالس الإدارة عن أي موضوعات تتعلق بالشركة. ولفت إلى أن الشركات السعودية اعتادت على الإفصاح عن أي تطورات تمر بها الشركة والإجابة عن أي استفسارات قد يطرحها المساهمون، غير أنه قال إن المطلوب في الوقت الراهن رفع مستوى هذا الإفصاح الذي يعتبر ركنا أساسيا في جميع أسواق المال. من جهته، أكد الدكتور زامل المقرن المدير العام لشركة أسمنت المنطقة الشرقية أن عزوف المساهمين عن حضور الجمعيات العمومية للشركات المساهمة يعتبر واقعاً لدرجة لجوء هذه الشركات إلى تأجيل موعد عقد اجتماع جمعياتها العمومية بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لها. وبيّن أن المشكلة تكمن في أن بعض المساهمين يتساءلون عن الدور الذي يلعبونه عند حضور هذه الجمعيات، وأن غالبيتهم على اتفاق بأن أدوارهم هامشية في تلك الاجتماعات. وأشار إلى أن الشركات المساهمة التي تهيمن الحكومة عليها بحصص كبيرة تشهد عزوف المساهمين عن حضور جمعياتها العمومية، والتي تكون قدرة المساهمين فيها على التغيير ضعيفة مقارنة بتلك الشركات التي لا تمتلك بها الحكومة أي حصة. وقال إن وعي المساهمين بحقوقهم القانونية يعتبر حالياً أفضل من السابق، حيث بدأت تطرح آراء قوية من قبل المساهمين تخدم في الأخير الشركات التي يستثمرون بها. ودعا المقرن جميع المساهمين إلى أن يعطوا أهمية لحضور الجمعيات العمومية، متوقعاً أن تزداد نسبة هذا الحضور مع بدء عمل شركات الوساطة التي سيكون لها دور كبير في تثقيف المساهمين.وعن ما إذا كانت الشركات المساهمة تواجه عقبات تمنعها عن الإفصاح للمساهمين عن أي معلومات ضرورية، شدد رئيس مجلس إدارة شركة أسمنت الشرقية أنه لا توجد أي إشكاليات في هذا السباق، لافتاً إلى أن بعض القضايا التي تطالب هيئة السوق المالية الإفصاح عنها قد تكون مفيدة للمنافس الخارجي.وأضاف أن هذا الأمر يحتاج إلى تعاون أكبر بين الشركات المساهمة والهيئة حفاظاً على أسرار الشركات التجارية ومنع الكشف عنها للمنافسين الخارجيين خاصة مع الانفتاح الاقتصادي الذي تعيشه المملكة وإعلان انضمامها لمنظة التجارة العالمية، ما يتطلب أن يكون هناك حذر شديد في إفشاء أي معلومات قد يستفيد منها الآخرون.وقال المقرن: الشركات التي تمتلك منتجات عديدة لن تتأثر سلباً بعملية الإفصاح، أما الشركات التي لا يوجد لديها إلا منتج واحد فإن الإفصاح قد يتسبب في معرفة المنافسين لنقاط ضعف الشركة وقوتها. على ذات الصعيد، أكد وليد الشدوخي أحد المستثمرين في سوق الأسهم أن الأنظمة وفرت الكثير من الحقوق للمساهمين للرقابة المستمرة على الأعمال التنفيذية للشركات ومحاسبة أعضاء مجلس الإدارة أو الإدارة التنفيذية إذا كانت مقصرة في المهام الموكلة لها، لكن نسبة كبيرة من المساهمين فرطت في هذه الحقوق بعدم حضورها الجمعيات العمومية والمشاركة في اتخاذ القرار لذلك كثيراً ما تصدر قرارات الجمعيات العمومية للشركات بحضور عدد محدود من المساهمين والموافقة على البيانات المالية سواء كانت النتائج المالية سلبية أو إيجابية. وبيّن الشدوخي أن مستوى الوعي بأهمية حضور الجمعيات العمومية يجب أن يرتفع بشكل أكبر، موضحاً أنه لوحظ في السنوات الأخيرة أن العديد من المساهمين يشاركون بقوة في الجمعيات العمومية خصوصاً في الشركات التي لديها قاعدة كبيرة من المساهمين لكن أداءها الاقتصادي ليس قوياً في حين لا تحظى الشركات التي تحقق أرباحاً وأداء جيداً بنسبة كبيرة من حضور مساهميها، والسبب في ذلك أن المساهمين مطمئنون إلى أداء الشركة وارباحها لذلك لا يهتمون بالحضور بعكس الحال بالنسبة للشركات ضعيفة الأداء. وأكد أن حضور المساهمين مهم للغاية لأن هناك معلومات مهمة لا يفصح عنها في الميزانية مثل أسباب التعرض للخسائر أو توقعات الأداء في المستقبل أو توقيع عقود مشاريع جديدة وهنا تأتي أهمية وجدوى الحضور في الجمعية العمومية حيث سيكون بوسع المساهمين معرفة كل الحقائق وتقييم أداء شركاتهم.