"هذا الرجل"لعلي القحطاني، لعله أول كتاب يصدر عن نائب رئيس الحرس الوطني المساعد الراحل عبدالعزيز التويجري، عقب وفاته، وهو كتاب يجمع بين الأدب والإعلام والتوثيق. في الفصل الثاني، يعرض القحطاني بعضاً من الصور، التي تحكي سجلاً أو إشارة، أو فصلاً من فصول حياة التويجري، مع عدد من ولاة الأمر في المملكة، وهم الملوك فيصل وخالد وفهد وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وكذلك مع عدد من الزعماء العرب والمسلمين والأجانب، وعدد من القيادات الفكرية والدينية والإدارية في المملكة، ضمن دوره الوطني الرائد، الذي قام به لخدمة قيادته وأمته ووطنه. وفي مقدمة الكتاب يقول الشاعر والإعلامي محمد عابس عن التويجري:"إنه يمثل شخصية ذات سمات عدة أو شخصيات متعددة في شخصية واحدة". وفي الفصل الثالث يتحدث الكاتب محمد السيف عن الراحل، فيقول إنه يمثل"ظاهرة فريدة ومميزة في مسيرتنا الثقافية والفكرية، وربما عُدّ المثقف السعودي الأبرز، الذي توقف في دارته وحط الكثير من المفكرين والمثقفين والباحثين والصحافيين العرب، على اختلاف توجاتهم وآرائهم...". وفي باب"قالوا عنه"يقول عنه وزير العمل الدكتور غازي القصيبي،"بيني وبين أبي عبدالمحسن، عبدالعزيز التويجري، مودة قديمة، اختبرتها الدنيا فوجدتها ثابتة قوية... ويجمعني بأبي عبدالمحسن حب المتنبي... هذا الرجل الذي ينفي أنه أديب أو مؤرخ أو سياسي، قدم للأدب والمؤرخين وطلبة السياسة هدية لا تقدر بثمن..."لسراة الليل هتف الصباح!". وترتبط الجنادرية في ذهن الكاتب بلال الحسن"بالشيخ عبدالعزيز التويجري، فما أن يرد الحديث عنها حتى ينتصب في الذهن بقامته وأسلوبه المميز بالحديث، وعلى رغم أنه مقل للغاية في الحديث عن نفسه، إلا أن المراقب الحصيف يستطيع أن يكتشف فيه عبر الأحاديث المبعثرة شخصية رجل الدولة". ويقول عنه عبدالله بن إدريس إنه"أشبه ما يكون في نتاجه الذي تأخر خروجه إلى الناس حتى بلغ الستين من عمره، أشبه ما يكون في رأيي بالنابغة الذيباني زياد بن معاوية، الذي لم يؤثر عنه شعر في النصف الأول من عمره، ولكنه نبغ في النصف الثاني حتى صار من مشاهير الشعراء العرب في الجاهلية". ويعتبره أمين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر،"أحد الخبرات الوطنية والمدارس الفكرية والإدارية، إذ تتلمذت على يديه، سواء في رحاب مدرسة الحرس الوطني الكبرى برئاسة خادم الحرمين الشريفين، أم في رحاب مكتبة الملك عبدالعزيز العامة اللتين تشرفت بالانتساب لهما". ويراه الناقد الراحل رجاء النقاش"شاعراً في نثره كله، وإن كان تحرر من مظاهر الشعر الخارجية وأبقى في كتابته على جوهر الروح الشعرية العذبة المليئة بالموسيقى الداخلية... ومنذ الصفحات الأولى في أي كتاب للتويجري نحس على الفور بتلك النشوة التي يثيرها الفن في النفس، ونحن نحس بهذه النشوة حتى قبل أن نتعرف على الأفكار التي يعبر عنها التويجري، ويعرضها أمامنا ويتناولها بالبحث والتحليل ويتخذ منها موقفاً خاصاً مستقلاً". ويقول عنه الأديب حجاب الحازمي:"يرتعد القلم إجلالاً حين يهم بالكتابة عن علم كبير من أعلام الفكر والثقافة في بلادنا مثل الشيخ الأديب المفكر الإنسان عبدالعزيز التويجري، ليس فقط لأنه من القامات الثقافية العالية الرفيعة في وطننا، ولكن... لأنه واحد من خيار من أنجبتهم هذه الصحراء الصافية فأنضجت فيه الصفاء والنقاء والصدق والوفاء". ويتطرق الأديب حمد القاضي إلى عشق التويجري للأرض، فيقول:"... وهذا العشق جسّده من خلال عمله وحرفه وحواراته وأحاديثه، وكم يشد المستمع إليه، وبخاصة عندما يطوف في عوالم المتنبي والمعري والصحراء والملك عبدالعزيز وكل مفردات هذا الوطن". ويصفه الشاعر سليمان العيسى ب"العصامي الذي استطاع أن يبني من نفسه جسراً للثقافة والأصالة العربية، يمده بينه وبين العالم... إنني أراه أمامي الآن يحملنا على جناحين من الحب والكرم إلى خيامه التي نصبها في أعماق البادية، بادية نجد، وأشهد أنني ما مررت في حياتي برحلة أمتع ولا أجمل من تلك الرحلة التي حملتنا إلى بادية نجد". وتضمن الكتاب قراءة خاصة لبعض مؤلفات التويجري، كما قدّم نماذج أولية في حياة الراحل، واشتمل الكتاب كذلك على أول كلمة في افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة عام 1405ه، وفيها يقول:"وقد يتساءل متسائل أذهلته هذه الحضارة ومذاهب العصر، ماذا يعني التراث؟ وماذا تعني الأصالة؟ وماذا تعني القيم والمثل العليا في عصر التحول؟ وتساؤل كهذا لا تطلق له العنان إرادة الله لحظة واحدة من لحظات الزمن يجاهر فيها بعقوق القيم والمثل والأخلاق والأصالة والتراث. ولأننا من أمة ذات حضارة في التاريخ وأرباب قيم وأصالة يعز علينا أن تتهدم الحضارات وأن يأكلها الفناء، وما هذه الحضارة المعاصرة إلا حضارة الإنسان، وقد شارك فيها علماؤنا في التاريخ بأكبر قسط وأوفره". كتاب"هذا الرجل"لا غنى عنه لمن يسعى إلى معرفة التويجري عن قرب.