واجه الباحث الإسلامي منتصر الزيات الحضور في ندوة محاكمة الخطاب الدعوي المعاصر، بأن الجماعات الإسلامية التي تنهج طريق الانقلاب عوضاً عن البناء، أجرمت في حق تيار الاعتدال، الذي يتحرك سقف البناء لا الانقلاب"، مستهدفاً في المقام الأول البناء الهادئ، عملاً بحديث الرسول الكريم:"إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى" فالذي يبقى حقيقة هو بناء الأمة عبر تغيير ثقافي طويل المدى لا الانقلاب على السلطة بأمل تغيير العالم بعمل واحد سريع عنيف. وأكد أن الذي يقاوم في العالم منذ 200 سنة حملات الاقتلاع العنيفة التي يشنها الغرب علينا بضراوة ليس النظم الحاكمة التي تخلّى بعضها عن دوره في الدفاع عن هوية الأمة إما خوفاً من العدو أو انحيازاً له وليس التيارات المتشددة التي اتخذت موقف القاضي الذي يصدر أحكام الإدانة والبراءة على المسلمين وقفاً لاختياراته الفقهية وانحيازاته المذهبية، بل الوسطية التي عملت لقرون على الوقوف على ثغر الدفاع عن هوية الأمة، ولم تقصر الجهاد على الدفاع عن حدودها. وجرّم أن تتخندق الحركة الإسلامية وراء اختلافاتها، "والتيار الوسطي بصفة خاصة يقدر لغيره من التيارات إيجابيات لا ينكرها إلا مجحف، لكنه يصدح بما يعتقد أنه الصواب في قضايا خلافية، ويحاول أن ينبه إلى مخاطر الميل عن الصراط المستقيم إفراطاً أو تفريطاً، فالتساهل والتشدد في تقديرنا وجهان لعملة واحدة".