ألقى الشيخ صالح الفوزان محاضرة في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان (الوسطية في الإسلام)، حذر فيها المسلمين من التساهل في أمور الدين والواجبات الشرعية بحجة عدم فهمهم الحقيقي لمصطلح (الوسطية) كما حذر من التطرف الذي يعده البعض يدخل في المفردة نفسها. وذكر الفوزان أن الوسط ما كان بين طرفين، وهذه الأمة بين طرف الغلو الذي في النصارى، وطرف التساهل الذي كان في اليهود. وأوضح في سياق محاضرته أنه يجب علينا أن ننكر أيضا التساهل والتفريط، ولا نركز على جانب ونهمل الجانب الآخر، وقد يكون أخطر منه، وقال: “أنا أرى أن الإنكار كله على الغلو والتطرف، وهذا صحيح”، وتابع: “نعم ننكر التطرف والغلو، لكن يجب ألا ننسى التساهل والانحلال والإلحاد، ويجب أن نركز على الجانبين وأن نحذر من هذا وهذا، وهذا ما تتضمنه مقرراتنا الدراسية ولله الحمد، فهي تحذر من الإفراط وتحذر من التفريط وتأمر بالاعتدال، عملا بقوله سبحانه وتعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)”. وذكر الفوزان أن الإفراط يكون في الغلو، والتفريط يكون في التساهل، وهذه السبل التي حذرنا الله منها، هي من الجانبين، الغلو والتطرف والزيادة وسبل التساهل والضياع، والله جل وعلا قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا) أمرهم بالاستقامة ونهاهم عن الغلو، وقال: (ولا تطغوا) والطغيان هو الخروج عن الحد من جانب الزيادة، وقال في الآية الأخرى: (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوه). وأكد الشيخ الفوزان أن الوسطية كمفردة مستمدة من قوله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) وبين أن تفسير (الوسط) هو العدل والخيار، بحسب أقوال العلماء، وقال: “هذه الأمة عادلة وخيرة، كما شهد الله لها بذلك، لأنها ستشهد على الأمم يوم القيامة، والشاهد يشترط فيه أن يكون عدلا . فهذه الأمة تحملت هذه الشهادة لما من الله عليها به من بعثة الرسول الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين.