طالب خبراء سياحة ومسؤولون طبيون بتشجيع السياحة العلاجية في السعودية، وتوفير التسهيلات والمحفزات المطلوبة لهذا القطاع، والقضاء على معوقات نموه، بهدف الحصول على حصة من سوق السياحة العلاجية الخليجية. وأوضح الخبير في السياحة الدكتور ناصر بن عقيل الطيار، انه لا توجد في المملكة سياحة علاجية، وأن نسبة السياحة العلاجية لدينا تصل إلى صفر، وذلك لضعف البنية التحتية، وعدم توافر الخدمات والتسهيلات، وارتفاع كلفة تقديم الخدمات الطبية، مقارنة بدول أقل إمكانات من السعودية مثل الأردن. وقال الطيار ل"الحياة"، إن دولاً خليجية كقطر والإمارات تستحوذ على نسبة كبيرة من السياحة العلاجية في المنطقة، وتعتبر مدينة دبي الآن من أكثر المدن الخليجية المتقدمة في مجال السياحة العلاجية. وأضاف أن القيمة العلاجية المنخفضة التي تقدمها بعض الدول في العلاج، وخروج الكفاءات الطبية المميزة خارج المملكة، يعتبران من اكبر التحديات التي تواجه صناعة السياحية العلاجية في المملكة، مشيراً إلى أنه لكي تتطور السياحة العلاجية في المملكة فلا بد من التوسع في المشاريع الصحية، واستقطاب الكفاءات الطبية والأجهزة المتطورة والمنافسة من ناحية السعر مع الدول المجاورة. من جهة أخرى، رأى مدير مستشفى السعودي الألماني في الرياض عبدالفتاح عبده حسنين، أن المملكة تعد مكاناً خصباً للسياحة العلاجية، ومن المتوقع أن تتطور هذه السياحة مستقبلاً، وذلك بعد فرض التأمين الصحي الإلزامي. وأشار حسنين ل"الحياة"إلى أن هناك صعوبات تواجه صناعة السياحة العلاجية في المملكة، وهي الحصول على التأشيرات سواء للأطباء أو الممرضات أو العاملين في القطاع الصحي. وقال إن السياحة العلاجية في المملكة تعتبر في مرحلة مبكرة، فهي لم تُعرف إلا منذ خمس سنوات، خلافاً لدول عربية أخرى لها خبرة في مجال السياحة العلاجية مثل مصر والأردن، موضحاً أن مجال الاستثمار في السياحة العلاجية مفتوح لجميع المستثمرين على حد سواء. وأكد حسنين أن هناك شروطاً لا بد من استيفائها لتفعيل السياحة العلاجية بشكل جيد في المملكة، ومنها ضرورة ربط السياحة العلاجية بالسياحة الدينية، وزيادة الحملة الإعلامية بشأن تقدم المملكة في المجال الصحي. من جهته، أوضح المدير العام لمؤسسة يورب هيلث الطبية المحدودة صلاح عثامنة، أن غالبية المرضى السعوديين الذين يذهبون إلى ألمانيا يأتون عن طريق السفارة السعودية في ألمانيا أو على نفقتهم الخاصة، أو عن طريق الشركات مثل"أرامكو"و"سابك"وعن طريق شركات التأمين. وأضاف عثامنة ل"الحياة"أن عدد السياح الذين يأتون إلى المانيا للسياحة العلاجية يبلغ 70 ألفاً، منهم ألفا مريض سعودي سنوياً، مشيراً إلى أن المرضى العرب يواجهون صعوبة في التفاهم بسبب اللغة، فبعض المرضى العرب لا يتكلمون حتى اللغة الإنكليزية. وحول نوعية المرضى الذين يأتون من دول الخليج للعلاج في ألمانيا، قال عثامنة إن غالبيتهم يأتون للعلاج من أمراض العظام وأمراض السرطان والباطنية، ولإجراء فحوصات طبية. وأكد أن العلاج في المانيا يعتبر منخفض التكاليف، مقارنة بدول أوروبا وأميركا بنسبة تصل إلى 40 في المئة، مشيراً إلى أن آخر الإحصاءات تُقدر سوق السياحة العلاجية في العالم بنحو 60 بليون دولار، وذلك في العام 2006، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 100 بليون دولار العام 2012. وأضاف أن هناك تبادل خبرات مع مستشفى التخصصي في السعودية وعدد من المستشفيات في المملكة، وتم توقيع اتفاقات تعاون مع مستشفى التخصصي وعدد من المستشفيات الجامعية في ألمانيا، لتبادل زيارات الأطباء الألمان للسعودية والخبرات الطبية بين البلدين. وأوضحت إحصاءات منظمة السياحة العالمية أن الخليجيين ينفقون سنوياً أكثر من 12 بليون دولار على رحلاتهم الخارجية، ومنها السياحة بهدف العلاج وهو ما يطلق عليه"السياحة العلاجية". ولوحظ تزايد تردد الخليجيين في السنوات الأخيرة على المنتجعات الصحية، طلباً للعلاج والرشاقة، وتتوزع خريطة السياحة العلاجية التي يقصدها السائح الخليجي بين مصر والأردن والإمارات وألمانيا إضافة إلى عدد كبير من دول أوروبا الشرقية.