نفذت قوات الدفاع المدني أخيراً تجربة فرضية في مشعر منى لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول، طبقاً للخطة المعدة سلفاً لمنطقة المشاعر المقدسة، وطبقت التجربة في المناطق المحتمل تعرضها لخطر دهم السيول لها، بمشاركة الجهات ذات العلاقة بتنفيذ تدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ. وأوضح قائد الدفاع المدني بمنطقة منى العميد فهيد بن فرحان الفايدي، أن سيناريو الخطة الفرضية اشتمل على مجموعة من الإجراءات، بداية من إعلان النشرة الجوية التحذيرية"حسب تقرير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة"باحتمالية هطول أمطار غزيرة على منطقة منى، وتمرير البلاغ إلى الجهات المعنية للاستعداد والتهيؤ حتى يأتي إشعار بدء هطول الأمطار على منطقة منى، لتبدأ عندها فرق الدفاع المدني في تطبيق الخطة، بالوصول السريع إلى موقع الحدث، وكيفية التعامل معه في وقت قياسي، والتنسيق بين الجهات المشاركة الأخرى كلاً حسب دوره. وأضاف العميد الفايدي:"اشتمل التحرك على اتخاذ التدابير اللازمة، التي تشمل انتقال فرق السلامة والإنقاذ والإطفاء إلى المواقع المتضررة، التي تشهد وقوع حوادث احتجاز وغرق والتماسات كهربائية وتساقط للصخور، إضافة إلى تعطل الحركة المرورية في الطرق الرئيسة، والقيام بأعمال الإخلاء من المربعات الخطرة إلى المربعات الآمنة، ومن ثم نقل الحجاج المتضررين إلى معسكرات الإيواء المعدة لذلك، وتكتمل الفرضية بالتنسيق لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في المربعات المتضررة، وتحقيق السيطرة على موقع الحدث وإنهاء الحالة". ولفت قائد الدفاع المدني في منى إلى أن المديرية دأبت في كل عام على تطبيق خطط إعلامية توعوية وإرشادية في موسم الحج عند هطول الأمطار، تهدف لتعريف وتوعية ضيوف الرحمن بمخاطر السيول والأمطار، وإرشادهم بوسائل واشتراطات السلامة الوقائية عبر وسائل الإعلام والاتصال المختلفة. إلى ذلك، شددت المديرية العامة للدفاع المدني أهمية العملية التدريبية للضباط والأفراد واستمرارها من دون توقف، لدورها في صقل مهاراتهم في هذا المجال، من أجل التعامل السريع والفعال مع تلك النوعية من الحوادث. ووجه المدير العام للدفاع المدني الفريق سعد بن عبدالله التويجري بأهمية دمج الجانب العلمي في البرامج التدريبية، وتطبيق المستجدات الحديثة كافة في هذا المجال، والخروج من النمط التقليدي القديم، ومواكبة كل ما هو جديد وتسخيره في خدمة الجهاز ضمن خطط مستقبلية مدروسة. وأشار الفريق التويجري إلى أنه يجري حالياً استخدام أحدث تقنيات ومعدات الإنقاذ المائي في حوادث السيول والآبار والبحيرات المائية بأنواعها، بما في ذلك استخدام أجهزة البحث والتصوير تحت الماء، وبدل الغوص بأنواعها، خصوصاً بدل الغوص الجافة DRY SUIT، التي تستخدم لحوادث الإنقاذ في المياه الملوثة. ولفت إلى الاستعدادات الحثيثة لمواجهة مخاطر هطول الأمطار والسيول في موسم الحج لهذا العام وحوادث الإنقاذ المائي، التي غالباً ما تنتج منها بعض الوفيات والأضرار، خصوصاً في المناطق الواقعة بالقرب من المنحدرات الجبلية ومجاري السيول والأودية. وطالبت المديرية العامة للدفاع المدني الحجاج باتباع إرشادات السلامة في حال وقع مكروه، ومنها: التصرف بهدوء، وعدم تعريض النفس للخطر، والابتعاد عن مجاري الأودية وتجمع المياه عند هطول الأمطار الغزيرة، وعدم المجازفة بالبقاء فيها أو عبورها، والحذر من الاقتراب من مصادر التيار الكهربائي، والاتجاه إلى المواقع المرتفعة نسبياً عن مجرى المياه، واتباع تعليمات وإرشادات الدفاع المدني والجهات الأخرى عند عملية الإخلاء والإيواء لإتمام ذلك بصورة صحيحة، وعدم البقاء في منطقة تجمع السيول أو الذهاب إليها إلى حين السماح بذلك، لضمان عدم التعرض للخطر.