كشفت المديرية العامة للدفاع المدني عن تلقي مراكز عمليات الدفاع المدني في جميع المناطق لأكثر من 46 ألف بلاغ منذ بدء هطول الأمطار التي تعرضت لها المملكة مؤخراً، وأسفرت عن جريان السيول في عدد كبير من المدن والمحافظات. وأوضح مدير عام الدفاع المدني، الفريق سعد بن عبدالله التويجري، أن الوحدات والفرق الميدانية تمكنت بتوفيق الله -سبحانه وتعالى- من مباشرة جميع البلاغات عن الحوادث المرتبطة بالأمطار والسيول بنسبة 100% عبر حزمة من التطبيقات والبرامج التقنية؛ لتحديد موقع المتصل آلياً وأنظمة تتبع المركبات وخطوط الاتصالات السلكية واللاسلكية، وإنقاذ أكثر من (6800) شخص من المتضررين من الأمطار والسيول، وتقديم الإيواء العاجل والإعاشة لما يزيد عن (4700) شخص.
وأضاف الفريق التويجري في تصريحات حول نتائج العمليات الميدانية للدفاع المدني في مواجهة مخاطر الأمطار والسيول، أن أكثر من 700 فرقة للدفاع المدني تم نشرها منذ بدء تنفيذ الخطة المعتمدة للتعامل مع حالات سقوط الأمطار الغزيرة، وجريان السيول في مواقع محددة مسبقاً في جميع المناطق، على ضوء دراسات ورصد وتحليل المخاطر، بالإضافة إلى إسناد المواقع عالية الخطورة بقوات إضافية مجهزة بكافة المعدات والآليات الثقيلة وتجهيزات الإنقاذ المائي؛ مما كان له أكبر الأثر في نجاح العمليات الميدانية في التخفيف من آثار الأمطار والسيول، والحد من خسائرها البشرية والمادية.
وأشاد الفريق التويجري بمستوى التعاون والتنسيق بين كافة الجهات الحكومية الأعضاء بمجلس الدفاع المدني، والبالغ عددها 18 جهة في تنفيذ تدابير مواجهة مخاطر الأمطار والسيول عبر منظومة تكاملية لتحقيق أفضل استفادة من إمكانات كل جهة في حدود ما هو منوط بها من مهام.
كما أشاد مدير عام الدفاع المدني بجهود مؤسسات العمل التطوعي والخيري، وإسهامات المواطنين في دعم جهود الدفاع المدني في إنقاذ المتضررين من الأمطار والسيول في جميع مواقع المملكة، مؤكداً أن ذلك أسهم كثيراً في تقليل حجم الخسائر البشرية، والتي بلغت 25 متوفى، بالإضافة إلى ثلاثة مفقودين لا تزال أعمال البحث جارية عنهم.
وأوضح الفريق التويجري أن العمليات الميدانية للدفاع المدني شملت كافة مدن ومحافظات كافة المناطق التي تعرضت لسقوط الأمطار الغزيرة والسيول وهي: الرياض، والقصيم، وحائل، والباحة، وعسير، والمنطقة الشرقية، والمدينةالمنورة، وجازان، ومكة المكرمة، ونجران، والطائف.
وأكد أن بيانات عمليات الدفاع المدني كشفت عن أن منطقة الرياض كانت الأكثر تضرراً من حيث عدد ضحايا الأمطار والسيول، وبلغ عدد المتوفين بها تسعة أشخاص ثم محافظة الطائف (سبعة متوفين)، ثم محافظة العيق بالباحة (ستة أشخاص)، ثم منطقة عسير (شخصان)، وشخص واحد في المدينةالمنورة، سائلا الله أن يتغمدهم جميعا برحمته، وأن يلهم أهليهم وذويهم الصبر والسلوان، بينما يجري البحث عن شخصين مفقودين في أودية الباحة، وشخص ثالث في منطقة حائل.
وفيما يتعلق بعدد البلاغات التي تلقاها الدفاع المدني خلال فترة الأمطار والسيول التي امتدت قرابة 12 يوماً جاءت منطقة الرياض في المرتبة الأولى بواقع (17,434) بلاغاً عن احتجاز المواطنين والمقيمين داخل المركبات أو المنازل، أو الحوادث المرورية، أو تماسات كهربائية، أو الغرق في الأودية والشعب، أو انقطاع الطرق والكهرباء والمياه، بينما جاءت منطقة الباحة في المرتبة الثانية بواقع (7,478) بلاغاً، ثم منطقة عسير بواقع (5,436) بلاغاً، تليها منطقة القصيم بواقع (4,761) بلاغاً، ثم بقية المناطق المتضررة.
ولفت الفريق التويجري إلى أن الوحدات والفرق الميدانية تمكنت من إنقاذ أكثر من (6,800) شخصاً في المناطق المتضررة، وجاءت منطقة الباحة في المرتبة الأولى، بواقع (1,594) حالة إنقاذ، ثم منطقة الرياض بواقع (1,063) حالة إنقاذ، ثم منطقة عسير بواقع (1.031) حالة إنقاذ.
كما قدمت خدمات الإيواء العاجل لأكثر من (4700) شخصاً منهم (1305) في منطقة الرياض، و(1259) شخصا في محافظة الطائف، و(841) شخصا في منطقة الباحة، وصرف المساعدات الإغاثية العاجلة لما يزيد عن (3000) مواطن في كافة المدن والمحافظات المتضررة.
وعن طبيعة عدد الحوادث الناجمة عن الأمطار والسيول، قال الفريق التويجري: "جاءت بلاغات احتجاز مياه الأمطار والسيول لأشخاص داخل المركبات بنسبة تزيد عن (55%) من عدد البلاغات، ثم الحوادث المرورية بنسبة (30%)، ثم حوادث احتجاز المواطنين في المنازل والاستراحات والأودية بنسبة (10%) تقريبا من عدد البلاغات، وشملت بلاغات حوادث الالتماسات الكهربائية، وانقطاع خدمات الاتصالات، وغرق بعض الأشخاص بنسبة (5%).
ورفع الفريق التويجري في ختام تصريحه شكره للقيادة الرشيدة على متابعتها لسير العمليات الميدانية خلال الأمطار والسيول لحظة بلحظة، وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بتوفير كل الإمكانات للدفاع المدني لأداء مهامه في إنقاذ المتضررين، وتقديم كافة الخدمات الإغاثية والإيوائية والرعاية الصحية لهم، كذلك الحرص على مواساة أسر الضحايا، والتوجيه بسرعة حصر الأضرار وصرف التعويضات للمتضررين.
وأعرب عن امتنانه وتقديره لصدور توجيهات خادم الحرمين الشريفين بصرف راتب شهر لرجال الدفاع المدني تقديراً لجهودهم وأدائهم المتميز في الحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين وحماية الممتلكات العامة والخاصة خلال هذه الأزمة العابرة.
وعبر الفريق التويجري عن شكره وتقديره لتوجيهات الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني، بتوفير الرعاية الصحية لكل المصابين من رجال الدفاع المدني والمتضررين من السيول والأمطار.
وأعرب الفريق التويجري عن شكره لرؤساء لجان الدفاع المدني في جميع مناطق المملكة؛ لمتابعتهم لسير العمليات الميدانية، وجهودهم في توفير خدمات الإيواء العاجل، والمساعدات الإغاثية للمتضررين من السيول، وتوجيه كافة الجهات الحكومية والأهلية في المدن والمحافظات، لدعم جهود الدفاع المدني في أعمال الإنقاذ والإخلاء، مؤكداً استمرار أعمال الدفاع المدني لحين إعادة الأوضاع -بمشيئة الله تعالى- إلى ما كانت عليه قبل سقوط الأمطار.