منطقة منى هي احدى مناطق المشاعر المقدسة التي يقضي بها الحجاج معظم وقتهم ويؤدون بها العديد من مناسك وسائر أعمال الحج وعن السلامة في هذه المنطقة يقول العميد فيهد الفايدي قائد الدفاع المدني بمنطقة منى: تقوم خطة المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة منى على التعامل مع الحوادث التي قد يتعرض لها الحجاج في موسم الحج هذا العام 1427ه لا قدر الله على الاسلوب العلمي الحديث المتبع في التعامل مع مثل هذه الظروف من خلال تطبيق علوم ومعارف ومهارات ادارة الطوارئ الشاملة (Integrated Emergency Management) حيث يتم اتباع المراحل الخمس المتسلسلة المتمثلة في تحليل الخطر. وإزالة الخطر او التحكم فيه. وكذلك الاستعداد لمواجهة الخطر. مع مواجهة الخطر. وإعادة الأوضاع. وكل مرحلة من هذه المراحل تستلزم العديد من الدراسات المتخصصة طوال العام، ويقوم بها مجموعة من الخبراء، يعقد لها العديد من ورش العمل والندوات العلمية، وينتج عنها العديد من الخطط وأوامر العمليات المكتوبة يتم تقييمها من خلال تطبيق الخطط الفرضية الوهمية للتأكد من استكمال الاستعدادات التي تكفل بإذن الله سلامة وحماية حجاج بيت الله الحرام. مشيراً الى انه يتم اعداد الخطط اللازمة لكل خطر محتمل وتحدد الأدوار والمسؤوليات للاستجابة الفورية لمواجهة الخطر، ومن هذه الخطط: الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ بالحج. وخطة مواجهة الحالات الطارئة بالأنفاق بمنطقة منى. وكذلك خطة التدخل في حالة الأمطار والسيول الجارفة بمنطقة منى. وخطة التدخل لمواجهة حالات الطوارئ بالمناطق المزدحمة مثل جسر الجمرات ومسجد الخيف ايضاً خطة مواجهات حالات انهيار الصخور والمباني بمنطقة منى. وخطة مواجهة حالات انهيار خزانات المياه بمشعر منى. وكذلك خطة مواجهة حالات التسمم والأوبئة والأمراض بمنطقة منى. وهناك خطط للإخلاء وأخرى للإيواء وإعادة الأوضاع وتم تجهيز مواقع الإيواء بكافة المستلزمات الضرورية والحاجية لتقديم الإغاثة للمتضررين، وهناك العديد من الخطط التفصيلية المعدة لتسيير اعمال الحج، والدفاع المدني بكافة امكانية البشرية والآلية مستعد بإذن الله لمواجهة كافة الحالات الطارئة وذلك من خلال التخطيط والتجهيز والتدريب والتهيؤ المسبق. يوضح العميد الفايدي وعن خطط الطوارئ في الأنفاق الدفاع المدني يولي اهتماماً كبيراً بالأنفاق لأنها تعد من المواقع المغلقة ذات المخاطر الخاصة التي ينجم عنها احتمال اختناق سالكيها بسبب استنشاق الأدخنة الناتجة عن حوادث الحريق بها او استنشاق غازات عوادم السيارات عند توقف السير في فترات الزحام، او الغرق نتيجة للسيول، ومن الأخطار المحتملة في انفاق المشاة تدافع الناس وتساقطهم نتيجة الازدحام الشديد او الاختناق او حدوث هلع وتدافع وتساقط بين المشاة لأي سبب من الأسباب يؤدي الى تعرضهم للإصابات والوفيات، ويتم التخطيط لمواجهة هذه المخاطر من خلال اتخاذ عدة اجراءات هي: @ اجراءات الدفاع المدني للحماية من مخاطر الحريق والتلوث بالأنفاق. واجراءات الدفاع المدني للحماية من مخاطر السيول. وكذلك اجراءات الدفاع المدني للحماية من مخاطر المحتملة للحشود البشرية. وفيما يخص اجراءات الدفاع المدني للحماية من مخاطر الحريق والتلوث بالأنفاق يقول الفايدي انها اجراءات وقائية بالتنسيق مع الجهات المعنية شملت عنصرين وقائيين اساسيين وهما: الحد من احتمالية وقوع الحريق وذلك من خلال التصميم الجيد للنفق، وسلامة بيئة النفق، والحد من احتمالات الحوادث المرورية وانتشار الحريق. والحد من آثار حوادث الحريق عند وقوعها من خلال تركيب تجهيزات الحماية من الحريق داخل النفق وتهوية للطوارئ وأنظمة مكافحة وكشف وإنذار عن الحريق ووسائل هروب مناسبة ومحمية. اما عن الإجراءات الاحتياطية لمواجهة المخاطر فقد شملت: اعداد وتطبيق خطط فرضية سنوية بالحج لمواجهة الحالات الطارئة داخل الأنفاق. واعداد خطة سنوية لرصد بيئة الأنفاق في المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة. وكذلك تشكيل لجنة مختصة لفحص الأنفاق وسلامتها والتأكد من جاهزيتها قبل موسم الحج بمشاركة الجهات المختصة ذات العلاقة. وضع ضوابط تضمن التعامل السريع والفعال مع حوادث الحريق في الأنفاق لا قدر الله وتشمل: مع تأمين وتمركز دراجات السلامة في مداخل ومخارج الأنفاق. ودعم المراكز والفرق القريبة من الأنفاق بالقوى البشرية والآلية. وكذلك تخصيص وتمركز عدد من الآليات بالمناطق القريبة من الأنفاق. وتنظيم حركة المرور بالتنسيق مع الجهات المعنية. ايضاً تنفيذ برامج لتوعية الحجاج من المخاطر المحتملة والسلوك المطلوب منهم عند الطوارئ داخل الأنفاق. وفيما يخص اجراءات الدفاع المدني للحماية من مخاطر السيول يشير الى ان اجراءات وقائية تصميمية لحماية الأنفاق تم اعتمادها وتشمل: 1- رفع منسوب المداخل والمخارج للأنفاق. 2- نظام تصريف مناسب. 3- الصيانة والنظافة الدورية لشبكة التصريف. وعن الاجراءات الاحتياطية للتعامل مع حوادث السيول قال تتم من خلال الآلي: 1- توفير الكوادر البشرية المدربة على مجابهة هذا النوع من الحوادث. 2- تأمين آليات وتجهيزات الإنقاذ المائي المناسبة كالقوارب، عربات برمائية، أطواق نجاة، الحبال، بنادق رمي الحبال. 3- وضع الخطط التفصيلية للتعامل مع تلك الحوادث. 4- تطبيق الفرضيات لتلك الخطط بمشاركة جميع الجهات المعنية. 5- استقبال الإنذارات الجوية عن احوال الطقس من هيئة الأرصاد وحماية البيئة وتطبيق حالات التهيؤ المناسبة طبقاً لنوع الإنذار. اما اجراءات الحماية من مخاطر المحتملة للحشود البشرية فتتمثل في اتخاذ اجراءات وقائية بالتنسيق مع الجهات المعنية لتنظيم حركة المشاة ومنع تضاد او تزاحم الكتل البشرية. وتمركز فرق السلامة بمداخل الأنفاق لمراقبة حركة المشاة. وكذلك تمركز فرق مختصة لرصد بيئة الأنفاق. وعن استعدادات الدفاع المدني لمواجهة حوادث السيول وانجراف التربة خصوصاً ان موسم حج هذا العام يتزامن مع موسم هطول الأمطار يوضح العميد الفايدي: ان منطقة منى عبارة عن وادي تحيط به الجبال مما يضاعف من شدة جريان السيول والتربة وارتفاع منسوبها في بطن الوادي، وتتمثل خطة الدفاع المدني في مسح المنطقة والاستفادة من حوادث السنوات الماضية في تحديد مربعات المناطق الخطرة والآمنة ورسم خريطة لها موضحاً عليها مناطق الإخلاء والإسناد والإيواء، ومركز القوى البشرية والآلية بالقرب منها لضمان سرعة الاستجابة، وتحديد ادوار الجهات المشاركة مثل وزارة الحج البلدية والهلال الأحمر والأمن العام. وعلى مدار العام يجري المتابعة مع الجهات المعنية لإزالة مسببات الخطر عن طريق تثبيت الصخور المهددة بالسقوط او اسقاطها، تنظيف شبكة مجاري تصريف الأودية من التربة وجميع العوائق، بناء المتهدم من مصدات مياه السيول. الاستعداد ولله الحمد جيد والإمكانيات متاحة وقد تم تجهيز جميع الفرق بمعدات الإنقاذ المائي مثل الحبال وستر الطفو وأطواق النجاة، وهناك خطط تفصيلية اعدت لمواجهة كافة الاحتمالات.. وقد يكون من المناسب تذكير الحجاج بمخاطر الجبال والمرتفعات خاصة وقت هطول الأمطار التي قد تسبب جرف للتربة وسقوط الصخور ونرجو من الحجاج عدم صعود الجبال والمرتفعات المحيطة بمنى لسلامتهم، خاصة أن هذه الفترة قد تشهد هطول أمطار. وعن مستوى التنسيق بين الدفاع المدني والأجهزة الأخرى لمواجهة حالات الطوارئ وإنجاح مهمة الحج أكد الفايدي: إن تنفيذ أعمال وتدابير السلامة والحماية بالدفاع المدني لا تتم إلا عن طريق تكاتف جهود جميع الأجهزة الحكومية والأهلية بالدولة بحيث تشكل منظومة واحدة متجانسة لمواجهة الخطر والاستجابة لأعمال الطوارئ، وفق ما نصت عليه اللائحة التنفيذية لمهام ومسؤوليات الوزارات والأجهزة الحكومية ولائحة تشكيل واختصاصات لجان الدفاع المدني في المناطق والمدن الصادرة بقرار مجلس الدفاع المدني رقم (9/ت/و4) بتاريخ 1407/10/26ه، ولائحة الإغاثة الفورية داخل المملكة الصادرة بالرقم (2/12/و/4) بتاريخ 1421/3/24ه، واللائحة التنظيمية لعمليات الإخلاء والإيواء. لذلك وبعد نهاية حج كل عام يكون هناك لجان تنسيقية بين الدفاع المدني وجميع الجهات ذات العلاقة لتدارس الإيجابيات والسلبيات والعمل على تطوير الخطط، كما أن هناك غرفة عمليات لمندوبي اللجنة الفورية بالوزارات والمصالح الحكومية في غرفة عمليات المشاعر بالدفاع المدني يشارك فيها مندوب من كل وزارة ومصلحة معنية بتنفيذ خطة تنفيذ تدابير الدفاع المدني ويكون المندوب هو همزة الوصل بين جهازه وبين الدفاع المدني لتقديم الدعم المطلوب حسب احتياج الموقف كما أن هناك مندوب من الدفاع المدني ضمن فريق القيادة الموحدة، وعضو في اللجنة المشرفة على تنفيذ خطة تنظيم رمي الجمرات أثناء مهمة الحج وأي إخلال في واجبات أي جهة سوف يؤثر سلباً على الخطة العامة للحج. وأضاف أن هناك نوعين من هذه الخطط، الأول عبارة عن خطط فرعية خاصة بكل جهة وقسم للتأكد من جاهزيته وتلقيه التدريب الكافي لتنفيذ المهام المناطة به، والثاني خطط رئيسية عامة تشارك فيها جميع الجهات المعنية للتأكد من إلمامهم بالدور المطلوب منهم، وانسجام العمل بين الجهات المختلفة في جميع الجوانب المطلوبة، ويتم تنفيذ هذه التجارب الفرضية في حج كل عام، حيث يتم اختيار بعض المواقع والتي تحدد حسب الخطر المحتمل، وتكون هذه التجارب كتدريب يحاكي الواقع ويحدد الأدوار المطلوبة من كل جهة لمواجهة هذا الخطر وتقيم التجارب الفرضية المنفذة لتدارك ومعالجة السلبيات إن وجدت. وأضاف العميد فهيد بقوله: ومن المعلوم لدى الجميع أن السلامة تعني منع الخطر قبل وقوعه والتخفيف من أضرار المخاطر عند وقوعها. والسلامة تهدف إلى تحقيق أفضل مستوى من الكفاءة والفاعلية لتحقيق اشتراطات السلامة في كافة المخيمات وفق خطط وسياسات وبرامج محددة. وعن الغرامات التي يتم تطبيقها على المخالفين لاشتراطات السلامة وما هي هذه المخالفات ذكر العميد الفايدي بأن هناك غرامات يتم تطبيقها على استخدام أو حيازة أو بيع اسطوانات أو مواقد الغاز داخل منطقة المشاعر اعتباراً من واحد ذي الحجة والغرامات تتراوح من ألف ريال إلى خمسة آلاف ريال مع إيقاف ومساءلة من يتعمد مخالفة الأوامر الصادرة في هذا الشأن لما ثبت من أضرار اسطوانات الغاز ومحافظة على سلامة أرواح ضيوف الرحمن وأداء مناسكهم في أمن وسلامة.