لا أرى أن المكانة والعراقة والعلاقات التاريخية لنادي الشباب مع بقية الأندية السعودية، تستحق من البعض أن يزج باسم نادي الشباب النادي النموذجي والمثالي في قضايا هو بعيد كل البعد عنها، ويمتلك الحصانة الكافية والرادعة التي تحميه من الانزلاق في وحل التعصب والنظرة بعين واحدة في تفصيل ومعالجة الأمور كما ينتهج البعض للأسف! ونادي الشباب الذي كتبت له الأقدار أن يكون بطلاً ومنافساً حقيقياً على ميادين الملاعب لا على ورق الصحف اليومية، هو النادي الأوحد الذي يجد التعاطف والتشجيع بكل قناعة من الداخل والخارج، ويكفيه "كومة" البطولات التي تتزين بها خزانته خلال السنوات القليلة الماضية، حتى تمكّن من زعزعة مقولة الأربعة الكبار، وحجز مقعده في هذا المربع بكل جدارة واستحقاق من دون مساعدة تذكر من هنا أو هناك. ولا غرابة في أن نادي الشباب الذي تتلمذ على المثالية والنموذجية، بعيد بمسافات طويلة عن ساحة الصراعات والتعصب، التي أنهكت جسد الرياضة السعودية وحوّلتها في الكثير من المرات لساحة تنافر وقطيعة ما بين الرياضيين السعوديين وبصورة تنافي أهداف الرياضة والمنافسة. وأحسنت إدارة نادي الشباب برئاسة خالد البلطان، حينما "طنشت" الأسطر وكاتبيها ممن همّهم الوحيد وغايتهم جر مسؤولي نادي الشباب نحو ساحتهم المفضلة، وعلى رغم ذلك نتوقع معاودة هذه الأسطر للظهور بين حينة وأخرى، إلا أن الفشل سيكون مصيرها كما كان في السابق، لأنه وبكل اختصار نادي الشباب لا يمكن دفعه ولو بالقوة لطريق لم يتعود عليه ولا يرغب في الذهاب إليه مطلقاً إلا طريق البطولات والانجازات والأوليات. أمس أقحم نادي الشباب ولاعبوه في القضايا التحكيمية، وكأنه الفريق الوحيد الذي يجيد استغلال التقديرات الخاطئة للحكام، وليس كما يصورها البعض بالتعمد التحكيمي لنصرة الشباب، وغداً سننتظر كيف ستكون الرواية والحكاية الجديدة، التي سيرسمها ويصورها لنا عشاق "الفهلوة" على أنفسهم قبل غيرهم. سياسة ثابتة وراسخة أسسها الرئيس الفخري الأمير خالد بن سلطان لمسيرة نادي الشباب، وسار عليها الفريق حتى اعتلى المنصات، ونال الإشادات وتزايدت له الصدقات، فلا مجال ولا فرصة لمن يحاول "التسلق" على الجبل الشبابي، لأن مصيره بالطبع سيكون السقوط لا غيره. وسنتجاوز النقاط السابقة كي نوصي إدارة النادي بالتمعن والتدقيق في اختيار أجانب الفريق للفترة المقبلة، التي ستكون فيها المنافسة قوية جداً، ولا مجال فيها للتعويض، وبالذات أن المشاركة في دوري أبطال آسيا بحلته الجديدة وتحقيق بطولتها، تمثل حلم كل الشبابيين والمتعاطفين، لذلك نرى أن تقوية منطقة الدفاع ومحور الارتكاز وخط الهجوم باتت من الأولويات التي ستعزز قوة الفريق، وتقربه أكثر وأكثر من منصات التتويج محلياً وخارجياً. [email protected]