رفعت شركات التأمين العالمية أسعارها على السفن التجارية وناقلات النفط التي تمر من خليج عدن قرب السواحل الصومالية عشرة أضعاف بعد تكرار عمليات القرصنة وخطف السفن في مقابل فدية كبيرة. وقال خبير التأمين الإكتواري تقدير التكاليف الدكتور فائق خروص إن تقدير شركات التأمين للمخاطر وقوتها ونسبتها هو الذي يحدد قيمة التأمين، مؤكداً أن هذا الارتفاع ينعكس بشكل كبير على البضائع التي تنقل عبر خليج عدن، إذ ستشهد ارتفاعاً في الأسعار لمحاولة التعويض من كلفة قيمة التأمين المرتفع، لافتاً إلى أن الكثير من رجال الأعمال سيقومون بمقارنة بين البضائع التي تمر من هذا المكان والبضائع الأخرى التي لا تمر به. وأوضح أن التأمين حين يدخل معه جانب الإرهاب فإنه يرتفع كثيراً، فرسوخ فكرة الإرهاب في منطقة خليج عدن يمثل قضية كبيرة لدى شركات التأمين، مشيراً إلى أن غالبية الشركات مؤمنة محلياً ومن ثم يعاد تأمينها عالمياً. وعن طرق تقويم المخاطر وحجم التأمين عليها، قال إنه يحسب قيمة البضائع المحملة في السفن، ونسبة الخسارة المتوقعة من فقدانها، وأيضاً تكرار حدوث هذه الحادثة والفترات الزمنية والآليات المتخذة في هذا الجانب، مشيراً إلى أنه يجب على البلدان التي تبحر السفن في مياهها حمايتها من القرصنة، كما أنه يلزم أن تقوم الأممالمتحدة بمساعدة الدول القريبة من خليج عدن في حماية شواطئها وسواحلها. من جهته، أشار خبير التأمين الدكتور عبدالإله ساعاتي إلى أن رفع أسعار التأمين عشرة أضعاف يسهم في تقليل حجم التبادل التجاري في المنطقة، ويسبب قلقاً دولياً، داعياً إلى الاتجاه لزيادة وتفعيل الجانب الأمني في السفن وعدم الاكتفاء بجانب التأمين ومواجهة هذا الخطر تجارياً وعسكرياً. وأضاف أن التأمين البحري يعتبر الأعلى ربحية في مجال التأمين، كما أنه الأقل خطراً وضرراً من بقية أنواع التأمين التي تكون ذات نسب مخاطر عالية، مشيراً إلى أن التأمين البحري يتكون من شقين الأول السفينة وملاحوها والركاب، والشق الثاني البضائع التي تحملها وقيمتها وخطرها أيضاً. وطالب ساعاتي السفن التي تبحر في تلك المنطقة بزيادة أمنها وحراستها حتى تخفض نسبة المخاطر التي تعتمد عليها شركات التأمين في رفع قيمة أسعارها. من جهته، قال الخبير الاقتصادي على العريفي إن هذا الممر تستخدمه أكثر من 22 ألف سفينة سنوياً، بما في ذلك ناقلات النفط التي تحمل 4 في المئة من استهلاك العالم من الخام يومياً، ولفت إلى أن البديل عن خليج عدن هو دوران السفن حول رأس الرجاء الصالح على بعد آلاف الأميال بما يرفع كلفة الشحن بين 20 ألفاً و 30 ألف دولار يومياً. وأضاف تسببت هذه القرصنة في حدوث فوضى شديدة في ممر بحر العرب بين اليمن والصومال، الذي يعد أكثر مناطق الشحن البحري ازدحاماً في العالم، ويصل أوروبا بالشرق الأوسط وآسيا، متوقعاً في حال استمرار هذه الأزمة أن يتأثر تصدير النفط لدول العالم المختلفة وأيضاً البضائع، لافتاً إلى أنه الممر الملاحي المهم المار من آسيا الى أوروبا عبر البحر الأحمر وقناة السويس. وتعرضت 61 سفينة لهجمات القراصنة الصوماليين هذا العام في منطقة خليج عدن 17 منها خلال الشهر الجاري، واختطف القراصنة 25 سفينة يحتجز القراصنة 25 منها حالياً بينها 14 ناقلة نفط و 300 من طواقم هذه السفن ويطالبون بمليون دولار أو أكثر في مقابل كل سفينة. وقال مركز"شاتام هاوس"للدراسات في لندن إن مجموع الفدى التي حصل عليها قراصنة الصومال خلال العام الحالي تجاوزت 30 مليون دولار حتى الآن، وأشار المركز إلى أن القراصنة يطالبون حالياً بفدية قدرها 20 مليون دولار في مقابل سفينة أوكرانية تحمل 33 دبابة كانت متجهة إلى كينيا.