لا تكاد تخلو سفرة مدينية على مائدة إفطار رمضان من المعجنات الشرقية والغربية، وعلى رغم كثرة تلك الأصناف إلا أن المرأة المدينية التي تتفنّن في إفطار العائلة، لا يمكنها تغييب السمبوسك"البُف"يومياً إلى جانب ما لذّ وما طاب. ويعتبر السمبوسك"البُف"نوعاً من أنواع العجائن التي تنتمي إلى فصيلة السمبوسة المتنوعة، التي تشتهر في لفظها ب?"السمبوسك"في مناطق الحجاز، إذ يبقى"ملك السفرة لدى معظم الأسر في المدينةالمنورة"، كما تقول السيدة ثريا عزوز 47 عاماً، وتضيف:"إن"البُف"الحجازي يبقى"ملك السفرة"، مع أن التطورات التي أُدخلت عليه كثيرة، سواء في أنواع الحشو أو عملية الصنع والعجن، ولكن مذاقه الأصلي يبقى مميزاً". ويأتي تميّز السمبوسك"البُف"في شكله المنتفخ وأطرافه المتعرجة وحشوته الموحدة في منطقة الحجاز بشكل عام، وإن اختلف حجمه بين منطقة وأخرى، وتتألف تلك الحشوة من اللحم المفروم والبقدونس المفروم والبيض المسلوق، وهذا الأخير غالباً ما يكون تبعاً للرغبة، وتميزه كذلك في طريقة العجن والتخمير والقلي. وتتابع عزوز قائلة:"على رغم بساطة مكونات عجينة البُف إلا انها كانت من أولويات الأصناف المدينية في المطبخ، التي إن أتقنتها ربة المنزل وقدمتها كما يجب على المائدة الرمضانية عُدّت من الطاهيات الماهرات، فلابد لها من أن تتمرن على عجن المكونات والقلي في الزيت الحار، حتى يبقى منفوخاً هشّاً ومقرمشاً، وذلك ما يكسبه شكله المميز، أما الآن فلا تتقن ربات المنزل الصغيرات صنعه كما يجب، ويعتمدن على الأم أو الجدة في تقديمه". فيما تذكر ربة المنزل طيبة محمد 31 عاماً أن عجينة"البُف"تنافسها عجينة"البريك"على مائدة رمضان، وهي تقول:"في حين تتنوع مائدة رمضان بحسب أذواق أفراد الأسرة، يبقى الطبق المنافس ل?"البُف"هو طبق"البريك"، الذي يتألف من عجينة تُحشى بحشوة"البُف"نفسها غالباً، مع إمكان اختلاف الحشوات، ولكن يأتي الاختلاف في أن"البريك"لا يُقلى، وإنما يُمدّ داخل صينية قابلة للتسخين، ويتألف الطبق من طبقات رقيقة من العجين، لها مذاق حلو أو مالح بحسب الحشوة الداخلية، في حين يُخبز على الفحم أو في الفرن عكس البُف المقلي، وهذه أهم ميزاته". وتستطرد طيبة مُعرّفة بأن"عجينة"البريك"أصعب من عجينة"البُف"، فكانت لا تتقنها إلا من تستطيع فتح العجين على يدها من دون أن تتمزق، وعندها يشاد بإنجازها، أما حالياً فقد أصبحت عجينة"البريك"متوافرة في السوق، وما على ربة المنزل سوى حشوها وخبزها". هيبت محمود