تشهد سوق القرطاسية والأدوات المكتبية حالياً، نشاطاً ملحوظاً وتنافساً كبيراً قبل بداية العام الدراسي، إذ تتنافس حوالى 4 آلاف مكتبة وقرطاسية على سوق يقدر حجمها ب4 بلايين ريال سنوياً، وسط مؤشرات تؤكد تنامي هذه السوق مع زيادة عدد الطلاب والطالبات الذي تعدى 5 ملايين طالب وطالبة، ويزداد حجم السوق سنوياً بمعدل 8 في المئة. وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن متوسط إنفاق الأسرة السعودية على أبنائها من القرطاسية والأدوات المكتبية فقط، يبلغ حوالى 750 ريالاً لكل طالب سنوياً. وتوضح التقديرات أن حجم القوة الشرائية التي ترصدها العائلات السعودية في هذه الفترة من العام يقدر بحوالى بليون ريال، من أصل 4 بلايين ريال يتم إنفاقها على مدار العام بأكمله، وتشهد السوق حالياً نشاطاً ملحوظاً وتنافسا محموماً خصوصاً بين المكتبات الكبرى التي باستطاعتها التأثير في السوق وتوجهها. ويرى الرئيس التنفيذي العضو المنتدب لشركة مكتبة العبيكان الشيخ محمد العبيكان، أن التنافس الحادث بين المكتبات التي يزيد عددها على 4 آلاف مكتبة ودخول الهايبر ماركت والسوبر ماركت في سباق المنافسة ظاهرة صحية وتصب في مصلحة المستهلك ومصلحة سوق القرطاسية والأدوات المكتبية في المملكة التي نتوقع لها نمواً متزايداً. وقال ل?"الحياة"إنه من المتوقع أن يؤدي التزايد المستمر في أعداد الطلاب المقدر حالياً بنحو 5 ملايين طالب وطالبة إلى نمو سوق القرطاسية في السعودية خلال السنوات المقبلة بنسبة تصل إلى 8 في المئة سنوياً، على رغم أن ازدياد حدة المنافسة بين المكتبات أوجد هبوطاً في معدل العائد الربحي الصافي للمكتبات. وقدر العبيكان نسبة النمو في عدد الطلاب والطالبات في السعودية بأكثر من 3 في المئة سنوياً، الأمر الذي يتطلب افتتاح مدارس جديدة بمعدل 800 مدرسة كل عام بكلفة تبلغ حوالى 4 بلايين ريال، وهو ما ينعكس على زيادة الطلب والارتفاع بمعدل النمو في سوق القرطاسية والأدوات المكتبية في المملكة، وتقدر القوة الشرائية التي ترصدها العائلات السعودية في هذه الفترة من العام بنحو بليون ريال. وأشار العبيكان إلى أن التباين في أسعار الأدوات القرطاسية بين المكتبات الصغيرة والكبيرة، يعود إلى الفرق في جودة المنتج التي تحرص عليها المكتبات الكبيرة مع الحفاظ على أن تكون الأسعار في ادنى مستوياتها وفي متناول الجميع. وأشار إلى المحال التي تبيع سلعاً رخيصة أثرت سلبياًَ في بداية ظهورها على إقبال الزبائن على القرطاسيات عموماً، لكن وعي المستهلك في الوقت الحالي ساعد في عودته للشراء من القرطاسيات بعد أن لاحظ الفرق بين جودة المواد الاستهلاكية الشرق آسيوية خصوصاً الصينية منها، وجودة المواد التي تقوم القرطاسيات المتخصصة باستيرادها من ألمانيا وإيطاليا واليابان. وأضاف أن الأقلام والدفاتر التي تباع بالجملة في هذه المحال يكتشف المستهلك بعد الشراء عدم صلاحيتها، وللتصدي لظاهرة مثل هذه المحال قامت بعض المكتبات الكبرى بطرح عروض كبيرة خلال هذا الموسم، إذ قدمت حقيبة مدرسية بسعر أربعة ريالات فقط، وبعض الأدوات المدرسية الأخرى من أقلام وماسحات وغيرها بأسعار تقل عن المتوفرة داخل المحال الأخرى. وأكد أن المكتبات الكبرى تهدف إلى تقديم منتجشات بجودة عالية وبسعر أقل من السوق للقضاء على الأدوات المدرسية المقلدة التي بدأت تنتشر في الأسواق بكثرة.