امتد مسلسل نفوق الإبل بفعل"النخالة المسمومة"، إلى منطقة جازان أمس، حيث اكتشف نفوق أكثر من 30 ناقة. وكانت محافظات عدة في السعودية شهدت حالات نفوق للإبل بسبب"التسمم"، بدأت في محافظتي وادي الدواسر والسليل قبل 15 يوماً، قبل أن تشمل محافظات عدة منها الأفلاجوجدة ورنية والطائف ونجران وشرورة ومنطقة عسير. ودفنت أمانة جازان ومديرية الزراعة الإبل النافقة أمس في إحدى صحارى المنطقة. وقال إبراهيم مكي الذي نفقت مجموعة كبيرة من إبله، إنه فوجئ بإبله تنفق واحدة تلو الأخرى قبل أيام بعدما أطعمها"نخالة"اشتراها من سوق الأعلاف في جازان، موضحاً أنه أبلغ مديرية الزراعة في المنطقة بالأمر. وأضاف مكي، أن فرقاً من الزراعة زارته، وأخذت عينات من"النخالة"التي أكلت منها إبله، مطالباً بمحاسب المتسبب. وطالب زميل مكي عيسى بن علي الذي نفق عدد من إبله وزارة الزراعة، بالتحرك سريعاً لإيجاد حل للمشكلة، وتعويض المتضررين عن خسائرهم التي بلغت عشرات الآلاف. من جانبه أكد ل?"الحياة"، المدير العام لخدمات المنطقة في إمارة"جازان"عبدالغفار محمد الجهني، أن أمير المنطقة الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز وجه بتشكيل لجنة عاجلة من الجهات المختصة ترأسها الإمارة، للوقوف على حالات نفوق الإبل. إلى ذلك، أغضب تصريح وزير الزراعة أول من أمس الدكتور فهد بالغنيم، الذي برأ فيه فرع مؤسسة الصوامع والغلال في خميس مشيط من تصدير"النخالة المسمومة"، شيوخ القبائل وملاك الإبل في وادي الدواسر. واستغرب هؤلاء تبرئة الوزير، على رغم أن اثنين من باعة"النخالة المسمومة"في وادي الدواسر اعترفا في محكمة المحافظة بأنهما جلباها من فرع"صوامع خميس مشيط". وقال رئيس مركز الضباعين في وادي الدواسر الشيخ راشد بن خلف ابن مثقال:"كيف يبرئ وزير الزراعة فرع"خميس مشيط"من تصدير النخالة التي تسببت في كارثة وأدت إلى نفوق أكثر من 2500 من الإبل، على رغم ان الأدلة والبراهين تؤكد أن النخالة صادرة عنه". وناشد ابن مثقال خادم الحرمين الشريفين أن يضع حداً لوزير الزراعة،"الذي يطلق تصريحات تنافي الحقائق، ولم يظهر نتائج التحاليل المخبرية على رغم مرور 15 يوماً، والمعروف أن نتائج التحاليل عادة لا تتجاوز 72 ساعة"، متسائلاً"هل العينات التي تم أخذها تم تحليلها بالفعل؟". واعتبر أن بالغنيم برأ"الصوامع""من التسبب في كارثة نفوق الإبل التي لم تشهد السعودية لها مثيلاً من قبل". وقال فالح المخاريم الذي نفقت 40 من إبله، إن تبرئة الوزير ل?"الصوامع"على رغم الدلائل التي تدينها أمر"خطر جداً"، قد يمتد ليشمل المواطنين والمقيمين،"فالدقيق الذي يعتبر سلعة رئيسية ويستخدم في كثير من الأطعمة يصدر عن الصوامع وقد يكون مسمماً مثل النخالة"، مناشداً ولاة الأمر التحرك للحد من الكارثة التي حلت ب?"الثروة الحيوانية".