بعد نحو أسبوع على إعلان وزارة الزراعة اكتشاف حالات إصابة"بأنفلونزا الطيور"في مزرعة في محافظة الخرج، أطل وزير الزراعة الدكتور فهد بالغنيم على شاشة التلفزيون السعودي أول من أمس للحديث عن جهود وزارته في مكافحة المرض، الذي انتشر سريعاً في مزارع عدة حول الرياض. وإن بدأ البرنامج"ستون دقيقة"مصراً على وصف الوزير بالغنيم ب"بالمسؤول الشفاف"في أكثر من خمس مناسبات منها ثلاث مداخلات هاتفية مع مسؤولين وإعلاميين، فإن بعض المشاهدين لم يقتنعوا بالكم الكبير من التطمينات من خطر أنفلونزا الطيور التي ساقها الوزير بالغنيم في حديثه وليس أكبرها أنه"أفطر بيضاً وتغدى دجاجاً"في نهار الحلقة. فغير بعيد عن مرور أسبوع على ظهور"أنفلونزا الطيور"يستذكر المشاهدون كارثة"نفوق الإبل"بسبب النخالة المسمومة، التي ضربت مناطق عدة في السعودية، وخلّفت وراءها نحو 4000 رأس من الإبل النافقة، إذ أكد الوزير بالغنيم في مؤتمر صحافي وصف ب"الشفاف"حينها، أن التحقيقات التي أجرتها الوزارة للتأكد من مصدر تسمم النخالة، أثبتت أن صوامع الغلال التابعة لوزارته"ليس لها علاقة بالتسمم"، ملمحاً إلى أن مصدر التسمم هم المزارعون أو العاملون في السوق السوداء لبيع النخالة. ولكن الوزارة عادت وأوضحت في بيان أخير لها منتصف شعبان الماضي أن نتائج تحليلات علف النخالة أثبتت أن"هناك تسسماً في النخالة"من دون أن توضح المتسبب في ذلك، واكتفت بالإشارة إلى أنها تجري التنسيق مع الجهات المعنية وإجراء التحريات اللازمة لمعرفة مصدر الملوثات السامة، وحتى الآن لم يعلن جديد في"حادثة نفوق الإبل"كما اختارت الوزارة أن تسميها. في المقابل فإن فئة أخرى بدت مرتاحة لما قاله الوزير بالغنيم لا سيما أنه أكد أن جهود الوزارة الحالية في مكافحة"أنفلونزا الطيور"ليست مجرد"رد فعل"، فالوزارة مستعدة دائماً - بحسب الغنيم - للحدث إضافة إلى أن"لديها خطة عمل وأجرت في وقت سابق تجارب وهمية لمواجهة أنفلونزا الطيور في ست مناطق مختلفة". وبين هذا وذاك يبقى الإعلاميون أكثر المشاهدين حيرة لما قاله الوزير بالغنيم في حديثه التلفزيوني، الذي شدد فيه على أن"فقد المعلومة هو سبب الذعر من"أنفلونزا الطيور"، الذي يعيشه بعض المواطنين هذه الأيام، وزادت حيرتهم حين طلب بالغنيم منهم تجنب الاتصال على مسؤولي الوزارة، للحصول على المعلومة، فهم"مشغولون بما هو أهم". غير أن بالغنيم كان ديبلوماسياً في إعطاء رأيه حول تغطية الصحافيين لحالات نفوق الطيور وتضارب الأرقام التي توردها الصحف. وقال إن"الإعلام ليس السبب في الذعر ولكن يُخشى أن يكتب الإعلامي من دون علم".