تمنيت أن تنشر بجوار هذا المقال صورة قافلة الإبل الميتة، المرعبة، وهي نُشِرت الأربعاء الماضي، في الطبعة السعودية، وكانت تستحق مساحة كبيرة على الصفحة الأولى، فهي معبرة"أحزن"تعبير، عن كارثة أصابت قطعان الإبل في البلاد... والاقتصاد، وما سيولد ذلك من فاقة وفقر على أصحابها المساكين. الزملاء المحررون ضيف سفر، إبراهيم سدران، معيض الرافدي، الذين كتبوا الخبر المنشور مع الصورة قدموا لنا بوضوح وباختصار المستجدات المؤلمة. ويتوقع المرء أن تعلن حالة الطوارئ في وزارة الزراعة وصوامع الغلال والبلديات وأمن الطرق، فهل هناك أكبر مما حصل ويحصل. إلا أن العجب ينتابك من أن الأعلاف ما زالت تباع في مناطق متفرقة، إلى حين يبلغ راعي إبل عن موت قطيعه فتذهب"فرق"حينذاك لتأخذ عينة إلى المختبر المركزي وتنتظر... وهكذا! كارثة بهذا الحجم والانتشار من البديهي أن تؤدي الى إصدار قرار بإيقاف بيع الأعلاف في المملكة إلى حين ثبوت سلامتها وليس العكس! ولست أعلم هل هناك لجنة طوارئ دائمة أم أن لكل كارثة لجنة خاصة سيتم تشكيلها؟ حتى يكون القارئ وسط الحدث أتمنى عليه أن يقرأ معي:"وقال المواطن ماجد فرج آل أبو سباع الذي دخل في نوبة بكاء شديدة خلال حديثه مع"الحياة"، إنه يعيش وضعاً مأسوياً بعد نفوق إبله التي يبلغ عددها 60 بعيراً". وأضاف:"الإبل كانت مصدر رزقي الوحيد أنا وعائلتي"، موضحاً أنه أصبح فقيراً بعدما كان وضعه مستوراً قبل أيام قليلة فقط". تحول المستور إلى فقير وهو ينتظر إجراءً من وزير. ثم اقرأ معي:"من جهته، طالب المواطن علوش تميم الذي نفقت جميع إبله البالغ عددها 70 بعيراً ولاةَ الأمر بمحاسبة المتسبب بما وصفه ب"الكارثة الوطنية". فيما طالب علوش مترك الذي خسر نوقه البالغ عددها 66 ناقة وزارة الزراعة بسرعة إعلان نتائج التحقيقات". والجميع معك يا علوش في البحث عن المتسبب ومحاسبته. ثم اقرأ معي:"أوضح محافظ وادي الدواسر منصور العرفج ل"الحياة"، أنه لم تصلهم حتى الآن"الآلية"التي سيتم من خلالها تعويض ملاك الإبل في المحافظة"... قلت: تأخرُّ الآلية بلية بيروقراطية. واقرأ معي:"أكد المدير العام للشؤون الزراعية في منطقه نجران المهندس فهد الفرطيش أن نفوق الإبل كان بسبب"نخالة مسمومة"، مبيناً أن باعتها في المنطقة قدموا أوراقاً تثبت أنهم جلبوها من فرع مؤسسة الصوامع والغلال في خميس مشيط". قلت: هناك فرق بين مسمومة ومتسمّمة؟. كارثة بهذا الحجم من خميس مشيط إلى الأفلاج مروراً بوادي الدواسرونجران، وراءها ما وراءها. ربما يسأل القارئ، ماذا تقصد؟، أقول وبالله التوفيق إن في المصائب فوائد لمن أراد عدم تكرارها. [email protected]