تستعد مدن عدة في أنحاء مختلفة في البلاد لإقامة مهرجانات"مزايين الإبل"، فيما لا يزال عدد كبير من مربي الإبل في حال من الصدمة نتيجة نفوق إبلهم بسبب"النخالة"، الأمر الذي دفع متخصصين إلى المطالبة بإلغاء المهرجانات أو تأجيلها أو التخفيف من مظاهر الاحتفال بها. وأكد اختصاصي علم النفس الإكلينيكي طلال الثقفي، أن إقامة مهرجانات الإبل في الوقت الحالي بعد"كارثة"نفوق الإبل سيكون لها تأثير نفسي سيء في جميع المتضررين، ويجعلهم عرضة للإصابة بالإحباط والاكتئاب النفسي. وأضاف أن إقامة المهرجانات وعرضها إعلامياً سيذكر المتضررين بإبلهم التي كانت مصدر رزقهم، مشيراً إلى أن"معظم المتضررين تربطهم علاقة قوية بإبلهم، وبعضهم بات لا يملك شيئاً بعدما كان ثرياً، ومن الصعب أن يشاهد ما يذكره بالكارثة". وطالب منظمي تلك المهرجانات"بالتبرع لعدد من المتضررين من النفوق الجماعي في المدن الأخرى، لتقوية الترابط بين أفراد المجتمع، والوقوف في وقت المحن". ويرى متخصصون أن مهرجانات مزايين الإبل السابقة وقعت في مخالفات شرعية، منها الإسراف في الصرف على المهرجان، إذ تجاوزت موازنة بعض المناسبات 30 مليون ريال، جمعت من رجال الأعمال في المدينة التي يقام فيها المهرجان وموظفيها ومن التبرعات الخارجية. كما تكثر الولائم في مخيمات المهرجان، ويدفع للشاعر الشعبي الذي يحضر مهرجان المزايين مبالغ طائلة تصل إلى 5 آلاف ريال لليلة الواحدة، ويزداد استهلاك المياه وأدوات التنظيف الفاخرة مثل الشامبو والصابون، لتنظيف وتجميل الإبل المشاركة في المسابقة. وكان عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الاجتماعية التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالرحمن العسيري، طالب في وقت سابق بإلغاء المهرجانات القبلية كافة وتوحيدها في مهرجان عام، وعدم منح أية جوائز نقدية للفائزين والاكتفاء بجوائز عينية رمزية، معتبراً أنها تقوي النعرات القبلية. يذكر أن 1900 رأس من الإبل نفقت خلال شهر آب أغسطس الماضي بسبب"النخالة المسمومة"بحسب إحصاءات وزارة الزراعة، وبادر الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز بالتبرع ب?600 رأس من إبله الخاصة للمتضررين في وادي الدواسر، بيد أن مربي إبل في مدن أخرى مثل نجران ورنية ينتظرون من يعوضهم عن إبلهم النافقة.