بدأت حال القلق تساور الكثير من الجماهير السعودية على وضعية منتخبها من الناحية الفنية، قبل خوض غمار منافسات كأس آسيا التي انطلقت أمس، وتأتي هذه المشاعر الجماهيرية طبيعية في ظل الرغبة الجامحة من محبي"الأخضر"في استعادته هيبته المفقودة آسيوياً، إضافة إلى الظروف الصعبة التي تواجهه، سواء من ناحية تفشي الإصابات أو من ناحية توجهات ومخططات المدرب الجديد آنغوس للفترة الحالية، فضلاً عن عدم وضوح التشكيلة المثالية التي سيزج بها أمام المنتخب الكوري الجنوبي الأربعاء المقبل. وما زاد من تخوف الجماهير السعودية قيام آنغوس بالاستغناء عن خدمات حمد المنتشري في اللحظات الأخيرة قبل إعلان التشكيل النهائي للبطولة، بدواعي النواقص الفنية لدى اللاعب، وقبله تجاهل ضم الثنائي محمد نور وحسن معاذ للتشكيل المبدئي للمنتخب، وهو ما ادى إلى اتساع الهوة بينه وبين معظم أنصار"الأخضر"، الذين بحثوا عن أعذار مقنعة للاستبعاد الأخير الذي يرون أنه غير مقنع بحسب وجهة نظرهم، خصوصاً قبل دخول معترك بطولة قوية وشرسة في أكبر قارات العالم، بل إن بعض جماهير"الأخضر"اعتبروا ما قام به آنغوس مجازفة من المحتمل تكون نتائجها سلبية لجيل شاب من اللاعبين تتوسم فيهم هذه الجماهير الكثير من الآمال، خصوصاً أن الغالبية العظمى منهم تفتقد خبرة البطولات الآسيوية باستثناء ياسر القحطاني ورضا تكر وخالد عزيز، أما البقية فتظل حديثة عهد بالبطولات الخارجية، وهو ما يعني أن 90 في المئة من العناصر لا تمتلك سلاح الخبرة في مثل هذه البطولات. ويعتبر أنصار المنتخب السعودي أن الوقت لم يكن في مصلحة آنغوس كي يبدأ من نقطة الصفر في تغيير جلد المنتخب كلياً، باعتماده على وجوه صاعدة أثناء بطولة من العيار الثقيل، حتى أن المباريات التجريبية التي لعبها المنتخب خلال معسكري تركيا وسنغافورة لم تشهد ثباتاً في التشكيل، خصوصاً أن هذه المجموعة في حاجة ماسة لكل دقيقة كي يرتقي معدل الانسجام والتفاهم لدرجة مثالية، قبل خوض مباريات المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبات كوريا الجنوبية والبحرين والمستضيف اندونيسيا. وعقب خروج الرباعي المنتشري والشلهوب وبشير وصاحب من القائمة الرئيسية للبطولة، وبحسب آخر مباراة ودية أمام المنتخب الكوري الشمالي، تكشفت ملامح التشكيل الذي سيعتمد عليه آنغوس، إذ يبدو أنه سيلعب بطريقة 4-4-2 معتمداً على ياسر المسيليم في حراسة المرمى وأمامه رباعي دفاع مكون من احمد البحري ظهيراً أيمن وأسامة هوساوي ووليد عبدربه قلبي دفاع وكامل الموسى ظهيراً أيسر، ويعتمد آنغوس على تيسير الجاسم وخالد عزيز محوري ارتكاز في وسط الملعب، إلى جانب عبدالرحمن القحطاني في الجهة اليسرى واحمد الموسى في الجهة المقابلة، وأما الهجوم فسيقوده الثنائي ياسر القحطاني ومالك معاذ، وتظل شكوك التغيير قائمة فقط في خانة الوسط الأيمن التي يتواجد فيها احمد الموسى، الذي لم يتفاعل كما يجب مع هذا المركز، وهو ما يثير احتمال الاعتماد على تيسير وإحلال سعود كريري في محور الارتكاز إلى جانب عزيز. ومن المعوقات التكتيكية التي عانى منها المنتخب السعودي، غياب المساندة الهجومية من ظهيري الجنب احمد البحري وكامل الموسى، اللذين طغت أدوارهما الدفاعية على إسهامهما في فك الحصار الدفاعي من الفرق الأخرى على المهاجمين أو لاعبي الوسط، ولم يقم أحد لاعبي الطرف بدور عنصر المباغتة على دفاعات المنافسين بإرسال الكرات العرضية داخل منطقة ال 18 للمهاجمين، وهو الدور الذي كان غائباً خلال المباريات التجريبية، حتى لدى البدلاء إبراهيم هزازي أو طلال الخيبري. وكشفت المباريات التجريبية غياب التسديد من حدود منطقة ال?18 إذ لم يتعد التسديد المباشر من لاعبي"الأخضر"عدد أصابع اليد الواحدة، وتعتبر هذه المهمة أحد واجبات لاعبي الوسط تيسير الجاسم وعبدالرحمن القحطاني، ومن المنتظر أن يكون هذا التكتيك أحد الحلول الخضراء. وستكون أولى مباريات المنتخب السعودي أمام منتخب كوريا الجنوبية في غاية الأهمية لاعتبارات عدة، يأتي في مقدمها حاجتهم إلى جرعة ثقة هم في أمسّ الحاجة لها في هذا التوقيت، الذي يواجهون فيه بعض الانتقادات على أدائهم التكتيكي غير المقنع أثناء المباريات التحضيرية.