الفوز الذي حققه المنتخب السعودي على نظيره البحريني بنتيجة أربعة أهداف من دون رد، جاء طبيعياً بحسب ظروف المباراة التي غامر فيها البحرينيون كثيراً باندفاعهم المبكر نحو مرمى المسيليم. وأدى عدم تفهم رد الفعل الذي قد يحدث من لاعبي"الأخضر"المتسلحين بالمهارة والسرعة وجماعية الأداء إلى النتيجة الكبيرة، وجاء الرد السعودي قاسياً بالتفوق الميداني والسيطرة المطلقة على أجواء المباراة، فضلاً عن المحصلة التهديفية التي كادت ترتفع عن أربعة أهداف لو ركز لاعبو المنتخب السعودي على البحث عن المزيد من الأهداف. وبالغ المدرب التشيخي ميلان ماتشالا كثيراً في اجراء تبديلات عدة على خريطة التشكيل الرئيسي للمنتخب"الأحمر"خلال المباريات الثلاث التي لعبها في البطولة، وأثر ذلك بشكل واضح في الانسجام والتفاعل بين لاعبيه، كما أن ماتشالا لم يقرأ خطوط المنتخب السعودي ومنهجيته التكتيكية بشكل مناسب. وعلى رغم وقوع مدافعي المنتخب السعودي في الكثير من الهفوات، سواء في منطقة العمق أو في جهة ظهيري الجنب في بداية المباراة ، إلا أن تمركز المسيليم الصحيح وتركيزه العالي أنقذا المرمى السعودي من كرتين خطرتين كادتا تربك الصفوف وتغير مجرى المباراة، هذه الفرص الخطرة التي لم تستغل، حفزت لاعبي البحرين على التقدم والضغط على لاعبي المنتخب السعودي، ولم يكن في حسبانهم أن المغامرة الكبيرة في هذا الاندفاع في ظل وجود مهاجمين خطيران يجيدون التعامل مع المساحات التي تتهيأ أمامهم، ستكلف المرمى البحريني هدفاً باكراً من المندفع من الخلف والمتابع للهجمة احمد الموسى. هذا الهدف جاء بمثابة الصدمة للاعبي المنتخب البحريني، الذين بدا عليهم التوهان داخل الملعب، وتفرغ مدافعوه المرزوقي ومحمد حسين والسيد عدنان لمراقبة مالك وياسر وتجاهلوا وجود لاعبي وسط بإمكانهم التوغل وتهديد المرمى كما فعل لاعبا الارتكاز كريري والجاسم، حتى جاء دور عبدالرحمن القحطاني في إضافة الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع من هذا الشوط، مستغلاً حال الارتباك والتفكك الدفاعي للبحرين. هذا الهدف جعل لاعبي المنتخب السعودي ومن خلفهم المدرب آنغوس يحاولون الخروج من الشوط الثاني بأقل الخسائر على صعيد الإجهاد والإصابات والإنذارات، وهذا ما وضح على أدائهم الذي اتسم بالهدوء وعدم التحول للشق الهجومي بسرعة كما حدث في الشوط الأول، هذه الوضعية الفنية المطمئنة ل"الأخضر"دعت آنغوس للزج بعمر الغامدي للمشاركة في المباراة والاطمئنان على مدى تحسن إصابته، خصوصاً أنه لم يشارك في المباريات الاستعدادية للمنتخب أو في المباراتين الماضيتين. وبقي آنغوس على تبديلاته الماضية التي اقتصرت على مشاركة عبده عطيف وسعد الحارثي سعياً منه إلى زيادة الانسجام بين العناصر التي تشارك في المباريات ورغبة منه في كشف قدرة كل لاعب خلال هذه المباريات حتى يتمكن من وضع المنهجية والتكتيك المناسبين لمباريات الحسم، التي لا تقبل القسمة على اثنين بداية من مباراة أوزبكستان المقبلة في ربع النهائي الآسيوي. السيطرة المطلقة للاعبين السعوديين فوق ملعب المباراة، أجبرت مدرب البحرين ماتشالا على إجراء ثلاثة تبديلات هجومية، كشفت عن يأسه من تغيير وضع المباراة من دون إحداث تغيير جذري على الشكل الفني للمنتخب البحريني، ولم يمنح لاعبو المنتخب السعودي نظراءهم البحرينين الفرصة لتعديل وضعهم الفني، بل باغتوهم بإضافة هدفين عن طريق لاعب الارتكاز تيسير الجاسم، وإضاعة بعض الفرص التي تهيأت بالقرب من مرمى حارس البحرين عبدالرحمن عبدالكريم. وعلى رغم التفوق الميداني للمنتخب السعودي في معظم شوطي المباراة، إلا أن هناك بعض الخلل التكتيكي في الشق الدفاعي يحتاج إلى التدخل السريع من المدرب آنغوس، بشكل يضمن عدم تكراره في المباريات الحاسمة التي ستكون فيها الهفوة مكلفة كثيراً. وتحسب لمهاجمي المنتخب مالك وياسر خلال هذه المباراة أدوارهما التكتيكية التي جعلت حرية التقدم واستغلال المساحات متوافرة أمام لاعبي الوسط، إضافة إلى مقدرتهم الفائقة على صناعة الأهداف كما قام بها مالك معاذ في هذه المباراة. أوزبكستان والصين وجد منتخب الصين نفسه فجأة خارج البطولة جراء مبالغته الكبيرة في احترام منافسه الأوزبكي، الذي بدوره حاول وقاتل حتى تحقق له حلمه بالفوز بالنقاط كاملة، والتأهل للدور الثاني على رغم تحول الترشيحات صوب منافسه الذي كون له شخصية تكتيكية منضبطة في المباراتين الماضيتين أمام ماليزيا وإيران، وعلى رغم غياب أبرز لاعبيه عن هذه المباراة، إلا أنه انتظر كثيراً ماذا سيقدم منافسة الأوزبكي، حتى جاء الهدف الأول وتبعه الثاني والثالث في الربع الأخير من الشوط الثاني.