"الدربي"الخليجي الذي يجمع منتخبي السعودية والبحرين مساء اليوم ستكون فيه الحسابات مختلفة، بحسب محصلة النقاط التي يمتلكها كل منتخب في هذه المباراة، إذ سيبحث"الأخضر"عن الاستفادة من الفرصتين، إما بالفوز في المقام الأول أو التعادل على أقل تقدير، حتى يضمن لنفسه التأهل للدور الثاني، وفي الجهة المقابلة، يبحث لاعبو البحرين عن الفوز وحده حتى يضمنوا التأهل والانتقال للمراحل المقبلة. ومن هذا المنطلق، فمباراة هذا المساء تحتاج للكثير من الإعداد النفسي والذهني من كلا المنتخبين، قبل الخوض في الأمور التكتيكية التي يتوقع أن يتناساها اللاعبون في كثير من دقائق شوطي المباراة، إذ من المنتظر أن يظهر في اللقاء الاجتهادات الفردية والاندفاع البدني القوي، خصوصاً أن المواجهات الكروية التي تجمع المنتخبين غالباً ما تشهد تنافساً قوياً على المستطيل الأخضر. سلاح الخبرة الخبرة الميدانية التي يتسلح بها لاعبو البحرين تتفوق بمراحل كبيرة على خبرة لاعبي المنتخب السعودي، الذي يزج مدربه بمجموعة كبيرة من اللاعبين الذين لم تسبق لهم المشاركة في بطولات آسيوية ماضية، وتعتبر هذه المشاركة هي الأولى لهم في صفوف"الأخضر"، ويستثنى من هذه الرؤية لاعبان أو ثلاثة مثل ياسر القحطاني وسعود كريري وخالد عزيز، ومشاركتهم لا تشكل إلا نسبة ضئيلة من الخبرة الميدانية في صفوف المنتخب، خلاف المنتخب"الأحمر"، الذي يعتمد بشكل كلي على مجموعة متجانسة ومتفاهمة منذ سنوات ماضية، تم تدعيمهم ببعض الوجوه الصاعدة، كحال الهداف إسماعيل عبداللطيف ومحمود عبدالرحمن، حتى على الجهاز التدريبي ترجح كفة مدرب البحرين ميلان ماتشالا على المدرب آنغوس، بحكم معرفة ماتشالا بكل خبايا الكرة الخليجية ومعاصرته أكثر من دورة خليج ومشاركات آسيوية. مواجهات الجولتين خلال المباراتين الماضيتين اللتين خاضهما كل منتخب أمام كوريا الجنوبية وإندونيسيا، لم يرتق المستوى الفني للأداء المقنع، بحسب ما يمتلكه كل منتخب من أسماء لامعة، لذلك جاء المستوى الفني متأرجحاً خلال 190 دقيقة لعبها المنتخبان السعودي والبحريني، وغابت معها بصمة المدربين ماتشالا وآنغوس، وغلب على تحركات اللاعبين الارتجال والعشوائية، لذلك غابت الجمل التكتيكية التي ينبغي أن تطبق أثناء المباراة، حتى أن ماتشالا أحدث غربلة عناصرية في تشكيلته الأخيرة أمام كوريا الجنوبية وأدخل أربعة لاعبين دفعة واحدة، وفي الطرف الثاني، كان آنغوس أكثر ثباتاً على التشكيل، وأحدث تبديلات تبدو مكررة منذ المباريات الودية، بالزج بعبده عطيف وسعد الحارثي، واستعان مجبراً بتيسير الجاسم على حساب سعود كريري. اندفاع بحريني فرصة الفوز الوحيدة التي يمتلكها منتخب البحرين مساء اليوم ستجبر لاعبيه على الاندفاع القوي نحو المرمى السعودي منذ انطلاق المباراة، وهو سلاح ذو حدين. إما أن يتوج بالنجاح أو يبوء بالفشل، وسيكون النجاح في حال اهتزاز الشباك السعودية في وقت باكر من الشوط الأول، وهو ما سيجعل لاعبي"الأخضر"تحت ضغط كبير، ربما يوقعهم في الكثير من الأخطاء والهفوات التي قد تكلفهم المزيد من الصعوبات. أما الفشل البحريني فسيكون في استغلال لاعبي المنتخب السعودي هذا الاندفاع في خلق هجمات مرتدة سريعة من الهدافين الخطرين مالك معاذ وياسر القحطاني، التي ربما تستغل بشكل سليم وتهتز معها شباك عبدالرحمن عبدالكريم، وهذا ما يعني زيادة الصعوبات على لاعبي البحرين. هفوات دفاعية سيكون خطا الدفاع في المنتخبين أمام اختبار صعب وقوي حينما يواجهون مهارة وسرعة وتحكم لاعبي الهجوم، فالدفاع السعودي يعتمد على أحمد البحري وأسامة هوساوي ووليد عبدربه وكامل الموسى، وبما أنها المشاركة الأولى لهم في مراكز مهمة وحساسة فكان من البديهي أن تكون هناك هفوات في المباريات الماضية، نتيجة ضعف الانسجام والتفاهم في ما بينهم، خصوصاً من جهة هوساوي ووليد اللذين يفتقدان خبرة قيادة هذه المراكز الحساسة، ونجح ظهيرا الجنب البحري والموسى في الأدوار الدفاعية على حساب مساندتهما الهجومية، التي عانت كثيراً من غياب المساندة المطلوبة، وفي الجهة الأخرى، أعاد ماتشالا تشكيلة خط دفاع البحرين، وأحدث غربلة في هذا المركز، إلا أن النتائج كانت مرضية في المباراة الماضية أمام المنتخب الكوري الجنوبي حينما اعتمد على عبدالله المرزوقي في الظهير الأيمن والسيد عدنان ومحمد حسين قلبي دفاع وفوزي عايش في الظهير الأيسر، ويأتي هذا النجاح بحكم الخبرة التي يمتلكها البدلاء في دفاع البحرين. معمعة المناورة ستكون السيطرة على منطقة وسط ملعب المباراة هي أهم أهداف المنتخبين، لذلك سيكون هناك صراع قوي وشرس بين الرباعي البحريني بقيادة راشد الدوسري ومحمود جلال وسلمان عيسى ومحمد حبيل، والرباعي السعودي بقيادة سعود كريري وتيسير الجاسم وعبدالرحمن القحطاني وأحمد الموسى، وتبدو مواصفات لاعبي الوسط متقاربة جداً، سواء في المساندة الدفاعية التي يبرز فيها راشد الدوسري وسعود كريري، أم في المساندة الهجومية المتمثلة في القحطاني وسلمان عيسى، لذلك ستكون الغلبة لمن يكون لاعبوه متقاربي المسافات ومكملين للأدوار داخل الملعب، وسيكون غياب خالد عزيز مؤثراً بشكل كبير على خط الوسط السعودي. الخطر الهجومي يمتلك المنتخبان السعودي والبحريني مهاجمين خطرين باستطاعتهم خلق الفرص والتهديف في وقت واحد، معتمدين في ذلك على مهاراتهم الفردية العالية وسرعة الانطلاق والتحكم في الكرة بشكل خطر، وهذا ما ينطبق على مالك معاذ وياسر القحطاني في"الأخضر"وعلاء حبيل وإسماعيل عبداللطيف في"الأحمر"، وترجح كفة مالك وياسر بفضل الانسجام الكبير بينهما، عكس منافسيهما اللذين يلعبان للشوط الثاني في هذه المباراة، وستكون كلمة كل هداف في مباراة اليوم قوية متى ما وجد الدعم والمساندة من وسط الملعب. فاعلية البدلاء تزخر دكة البدلاء في المنتخبين ببعض الأسماء التي يتوقع أن يستعين بها المدربان، وتبدو فرصة مشاركة عبده عطيف وسعد الحارثي الأقوى في الجانب السعودي، ومشاركة حسين علي ومحمود عبدالرحمن ومحمد سالمين من جهة المنتخب البحريني هي الأقرب.