سيكون المنتخب السعودي مطالباً بالفوز ولا شيء سواه عندما يواجه نظيره المنتخب البحريني في لقاء الإياب على إستاد الملك فهد بن عبدالعزيز الدولي في العاصمة السعودية (الرياض) في إطار مباريات الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، وبعيداً عن حسابات فوز الطرفين، فإن النتيجة الإيجابية تعادلاً ستكون لمصلحة الضيوف، في حين سيكون الاحتكام للأشواط الإضافية وركلات الترجيح الفيصل في حال التعادل السلبي بين الطرفين وذلك بعد أن أسفر لقاء الذهاب في إستاد البحرين الوطني في المنامة السبت الماضي بالتعادل من دون أهداف. وتنتظر الجماهير السعودية هذا اللقاء بفارغ الصبر، إذ ستزحف منذ وقت باكر إلى ساحات الملعب للوقوف خلف منتخب بلادها ومساندته في الموقعة المصيرية، بينما حرصت المؤسسة العامة للرياضة والشباب في البحرين على تسيير 20 حافلة سعة 50 راكباً لدعم منتخبها. وبعيداً عن الدعم الجماهيري نجد أن الجهازين الفنيين في المعسكرين عمدا إلى معالجة الأخطاء الفنية والفردية التي صاحبت لقاء الذهاب، ولم يركّز مدربو المنتخبين على إجراء المناورات القوية حتى لا يتعرض اللاعبون إلى الإجهاد لأن اللقاءين لا يفصل بينهما سوى ثلاثة أيام. وحرص المدير الفني ل«لأخضر» بيسيرو على العودة السريعة من المنامة وإعداد العدة لنزال الليلة، ورفض الراحة، وعالج الأخطاء بخاصة في منطقتي المنتصف والمقدمة بعد أن شهدَ اللقاءُ الفائت عقماً هجومياً وغياباً تاماً لصناعة اللعب، إضافة إلى استمرارية البطء في بناء الهجمات، ولم تك تلك الأخطاء فردية وفقاً ما يراه النقاد، وإنما أخطاء بسبب النهج الفني الذي يعمده بيسيرو أبرزها وجود ثلاثة لاعبين في منطقة الارتكاز وهم حسين عبدالغني وسعود كريري وأحمد عطيف ما أفقد هوية دور لاعبي الوسط، لذلك يستوجب على الجهاز الفني للمنتخب السعودي اللعب بطريقة تتلاءم مع أهمية الحدث سيما وأن المواجهة لاتقبل أنصاف الحلول فالخسارة أو التعادل الإيجابي يعني نهاية المطاف وضياع الحلم الوصول الخامس على التوالي. ومن المنتظر أن يفعّل «الأخضر» من أدوار صفوفه مع استثمار الفرص المتاحة أمام مرمى الخصم سيما وأن لاعبي خط الهجوم يمارسان أدوارهما من دون فاعلية، وظهر عليهما الاستسلام التام للرقابة اللصيقة التي يفرضها عليهما المنافسين مع التركيز على اللعب الهجومي الضاغط من مطلع الشوط الأول فالهدف المبكر يريح الأعصاب ويعطي الاطمئنان، ولا شك أن الحلول الفردية من لاعبي الخبرة حسين عبدالغني وحمد المنتشري ومحمد نور وياسر القحطاني تتطلب أن تكون حاضرة اليوم مع مشاركة خطي الجنب في الهجمات المنوعة. ويتوقع أن يحدث بيسيرو بعض التغيرر على العناصر التي شاركت في لقاء الذهاب بما يتوافق مع أهمية المباراة وحاجة الفوز فيها. في الجانب الآخر، سعى المدير الفني للمنتخب البحريني التشيخي ماتشالا على التركيز في وضع خطته الفنية المناسبة للقاء مستفيداً من خبرته في معرفة مكامن القوة والضعف في منافسه، والاستفادة من قوة فريقه الهجومية وخبرة لاعبي الوسط في الخروج متأهلاً لملاقاة نيوزلندا بطلة أوقيانوسيا في ملحق آخر ذهاباً وإياباً، وعادة في مثل هذه الظروف المواتية ل«الأحمر» سيعمد المدرب ماتشالا على امتصاص الزحف الهجومي المتوقع من منافسه بالبطء في التمرير البيني مع استنفاد اللياقة لدى لاعبي المنتخب السعودي في الشوط الأول وإنهائه كما يريد في ظل الدعم الجماهيري الذي سيزيد الضغط النفسي لأصحاب الأرض إلى جانب الاستفادة من الثغرات المصاحبة أثناء الهجمة السعودية ببناء هجمات مضادة سريعة، ويتفوق المنتخب البحريني في منطقة العمق التي يعتمد عليها كثيراً في هجماته لوجود لاعبي الخبرة محمد سالمين وسيد محمود عدنان. وكما الحال للمنتخب السعودي في عناصره من المؤكد أن يشرك مدرب البحرين ذات الأسماء، ويتبقى لكلا المدربين أوراق رابحة على مقاعد البدلاء سيدفعان بها بحسب متطلبات وظروف المباراة، ففي المنتخب السعودي ناصر الشمراني وعبداللطيف الغنام وتيسير الجاسم وفي المنتخب البحريني اللاعب المجنس جيسي جونز ومحمود عبدالرحمن وعلاء حبيل.