أثارت موجة ارتفاع أسعار الأسماك في المنطقة الشرقية مخاوف كبيرة من ان تستمر الأسعار في الارتفاع لتصل إلى أرقام لم تسجلها في تاريخها، خصوصاً مع الشكوى التي يطلقها الصيادون من قلة الأسماك، وإنها في تناقص مستمر، ما يشير إلى كارثة حقيقية قد تصيب الثروة السمكية في الخليج. وواصلت الأسعار خلال الأسبوع الماضي ارتفاعها، فبلغ سعر الكيلوغرام من سمك الهامور الذي يعتبر إلى حد كبير مقاساً للأسعار 55 ريالاً، فيما ارتفعت بقية الأسعار بنسب تصل إلى 25 في المئة، إذ لامس سعر الكيلو من سمك الشعري 20 ريالاً، وحافظت أسعار الروبيان على مستواها، على رغم انها في العادة تنخفض بصورة كبيرة قبل وقت الفسح الذي ينطلق بداية الشهر المقبل. وأشار صائد الأسماك أحمد العلوي إلى أن تناقص الصيد واضح لجميع الصيادين، ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار وفق العرض والطلب، وأضاف أن الحديث عن تناقص الثروة السمكية ليس جديداً، وإنما يمتد منذ حرب الخليج الأولى التي أدت إلى كارثة كبيرة في الخليج. يذكر أنه خلال السنتين الماضيتين ارتفعت الأصوات الداعية الى ضرورة تدخل الوزارات المعنية لدرس الموضوع، إذ أكد المدير العام للثروة البحرية في البحرين جاسم القصير تناقص الثروة السمكية في الخليج، وأكد في حينها نائب رئيس فرع الثروة السمكية في عنك نبيل فيتا ل?"الحياة""ان الأمر ينطبق على جميع دول الخليج، وما تعاني منه أي دولة تعاني منه الدول الأخرى"، وكان القصير ذكر أن"المخزون السمكي لعدد من الأسماك التجارية بجميع أنواعها في تناقص ملحوظ، ما عدا سمك الصافي الذي احتفظ بمخزونه على مدى السنوات الماضية، في حين شح مخزون سمك البرطام في المياه الإقليمية ولم يعد يدرج ضمن الأسماك المتداولة وأصبح وجوده أمراً نادراً"، ويتبع هذا النوع من الأسماك عائلة الهامور. وأوضح ان"المناطق المخصصة للصيد تضررت بشكل كبير من جراء الردم البحري وسحب الرمال الذي يعصف بمناطق وجود الروبيان، على رغم ان مناطق المخازين محددة ولا يمكن زيادتها في ظل محدودية البيئة والعدد الكبير من القوارب التي تجوب المياه الإقليمية من اجل الصيد، ما ساعد في انخفاض كمياته وصغر حجمه". وألمح المدير العام للثروة البحرية البحريني في تصريحه الذي نشر في حينه، إلى احتمال تطبيق فترة حظر لصيد الأسماك أسوة بالروبيان، وفي حال تطبيقها فإنها ستعمم على بقية دول الخليج. وأضاف ان"طرق الصيد التي يتبعها الصيادون في استخدام شباك الجر وتغيير فتحات الشباك المرخصة لصيد الأسماك والروبيان تعمل على جرف الأسماك بجميع أحجامها، إضافة الى جرف المناطق الصخرية التي تعتبر حاضنة لبيوض الأسماك وتدمرها". وتوقع العلوي أن تستمر أسعار الأسماك في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار تراجع عمليات التوريد إلى الأسواق، وقرب تحول مئات القوارب من صيد الأسماك إلى صيد الروبيان خلال الموسم في آب أغسطس المقبل، كما أن الفترة الجارية تعتبر من الفترات التي تشهد الاستعداد لموسم الروبيان، وانشغال المراكب بهذا الأمر. وفي سوق الأسماك المركزية في القطيف خلال تعاملات الأسبوع وصل سعر الكنعد الى 380 ريالاً للمن 16 كلغم في مقابل 280 ريالاً، والشعري 260 ريالاً في مقابل 200 ريال، والسمان 370 ريالاً في مقابل 280 ريالاً.