قدرت جمعية الصيادين في الشرقية، حجم النقص في صيد الروبيان بنحو 40 في المئة مقارنة بالعام الماضي، مشيرة إلى أنه بعد مرور شهر منذ بدء فسح الصيد، يجمع الصيادون على أن موسم الروبيان لهذا العام سيكون من أسوأ المواسم خلال العشرين سنة الماضية وأن الأسواق تعاني من نقص في كميات الروبيان والأسماك وأحجامها. وقال نائب رئيس جمعية الصيادين في الشرقية جعفر الصفواني ل«الحياة»: «إننا مقبلون على أزمة حقيقية في مخزون الروبيان والأسماك»، مؤكداً أن خبراء الصيد ممن قضوا أكثر من 50 سنة في مهنة الصيد، يرون أن أوضاع الصيد تزداد سوءاً عاماً بعد آخر، مرجعين ذلك إلى القضاء على مرابي الأسماك والروبيان على شواطئ الخليج الممتدة من بحر العزيزية إلى رأس تنورة. وحذر من أن «تدمير أشجار القرم وعمليات دفن الشواطئ المستمرة، سيؤديان إلى القضاء على الثروة السمكية الاقتصادية في شواطئ المملكة في الخليج العربي خلال 10 سنوات فقط، خصوصاً أن دول الخليج الأخرى تعاني من المشكلة نفسها تقريباً، وأخذت قرارات شجاعة بوقف جميع أنواع دفن البحر». وأكد «أن الحلول التي تتبناها بعض الجهات، من خلال استزراع بعض أنواع الأسماك وإطلاقها في البحر، أمر يدعو إلى التعجب والسخرية، لأنها حلول عقيمة وغير واقعية، وكأنها تريد الحفاظ عليها للزينة أو عدم الانقراض، والمشكلة أكبر من ذلك بكثير، فهي تهدد الحياة البحرية في المملكة، وتقضي على مخزون استراتيجي من الغذاء المستمر للأجيال المقبلة، وإنهاء نشاط اقتصادي تعيش عليه آلاف الأسر». وكان المدير العام للثروة البحرية في البحرين جاسم القصير قال في وقت سابق إن «الثروة السمكية في الخليج في تناقص، وإن المخزون السمكي لعدد من الأسماك التجارية بجميع أنواعها في تناقص ملحوظ ما عدا سمك الصافي، الذي احتفظ بمخزونه على مدى السنوات الماضية، في حين شح مخزون سمك البرطام من المياه الإقليمية، ولم يعد يدرج ضمن الأسماك المتداولة، وأصبح وجوده نادراً»، ويتبع هذا النوع من الأسماك عائلة الهامور. وأوضح أن «المناطق المخصصة للصيد تضررت بشكل كبير من جراء الردم البحري، وسحب الرمال الذي يعصف بمناطق وجود الروبيان، على رغم أن مناطق المخازين محددة، ولا يمكن زيادتها في ظل محدودية البيئة، والعدد الكبير من القوارب التي تجوب المياه الإقليمية من أجل الصيد، ما ساعد في انخفاض كمياته وصغر حجمه». وعلق عليها في حينه نائب رئيس فرع الثروة السمكية في عنك نبيل فيتا بقوله: «إن الأمر ينطبق على جميع دول الخليج، وما تعاني منه أية دولة تعاني منه الدول الأخرى».من جهته، قال عضو جمعية الصيادين في الشرقية داوود أسعيد: «المؤشرات توضح أن الموسم ليس بالوفير، وأن الصورة ستتضح بشكل أكبر في شهري أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) المقبلين في وفرة الروبيان من عدمها». وأشار إلى أن موسم الروبيان يختلف عن مواسم الأسماك، فالوفرة إذا وجدت فإنها تستمر طوال الموسم، وفي حال عدمها فإنها تستمر لثلاثة أشهر، ثم تقل بصورة كبيرة، وذلك يرجع الى عوامل عدة، منها أن الروبيان في حال عدم توافر الغذاء في الأماكن المعتاد عليها، فإنه يهرب طلباً للغذاء، وذلك قد يجره الى الابتعاد عن المياه الإقليمية، ويكون الموسم غير وفير، وهذه العملية دفعت بالإدارة إلى قرار منع الصيد لفترة الحضانة، من أجل توفير البيئة الملائمة للروبيان واستقراره». وأضاف أن موسم صيد الروبيان في الخليج العربي الذي أعلنته وكالة الوزارة لشؤون الثروة السمكية لهذا العام من 1/8/2009 وينتهي بنهاية يوم 31/1/2010 والمحدد بستة أشهر، لن يكون بأي حال من الأحوال مثل السنوات الماضية في حجم الصيد، موضحاً أن الدراسات التي يقيمها فرع الوزارة في الشرقية ستكشف هذا الأمر. وأضاف: «لدينا شعور بأن الوزارة ستلجأ إلى تقليص فترة الصيد إلى ثلاثة أشهر بدل ستة، وهي الفترة التي أعقبت حرب الخليج الأولى، وما ترتب عليها من كارثة بيئية للخليج». وأشار إلى أنه «حتى هذا الخيار لن يجدي لحل المشكلة التي تعاني منها الشواطئ، لأنه لا يزال يوجد من يريد أن يدمر أشجار المنجروف التي في المنطقة، ويقضي على مرابي الأسماك والروبيان في خليج تاروت».