ارتفعت أسعار الأسماك في أسواق المنطقة الشرقية بشكل كبير جداً وبلغت مستويات قياسية، بسبب توجه معظم الصيادين إلى صيد الروبيان، وشح صيد السمك، إذ يُمنع من صيده من أُعطي ترخيصاً لصيد الروبيان، فيما أكد صيادون أن الأسعار ستعود إلى الانخفاض خلال الأسبوعين المقبلين بعد أن تبدأ المراكب الكبيرة المتخصصة في صيد الأسماك بالتوريد إلى الأسواق. وأوضح نائب رئيس جمعية الصيادين جعفر الصفواني ل«الحياة» أن سبب منع ازدواج صيد السمك مع الروبيان يعود إلى مخافة أن يقوم الصيادون باستخدام الشباك الخاصة بالروبيان لصيد السمك، إذ إن لكل منهما مواصفات خاصة في الشباك لا تتناسب مع الأخرى، مبيناً أن القانون يسمح باصطحاب ما يعادل 160 كيلوغراماً من الأسماك في كل مرة، وهي كمية يتم اصطيادها مع الروبيان، مشيراً إلى أن الكثير من الصيادين يقولون إنهم يصطادون كميات كبيرة من الأسماك إلا أنهم يتخلصون منها بسبب قانون الكمية المسموح بها. وقال إن وزارة الزراعة مدعوة إلى بحث هذا الموضوع بجدية، خصوصاً أن الكميات التي ترمى في البحر كبيرة جداً بحسب الصيادين، وإنه من الضروري البحث مع الدول الخليجية في الطريقة الأنسب لصيد الروبيان فقط من دون الإضرار بالأسماك التي يتم جرفها بشباك الروبيان. وأكد أنه من الضروري تطوير الأنظمة المتعلقة بصيد الروبيان والأسماك في منطقة الخليج بالتعاون مع الدول المطلة عليه، مشيراً إلى أن الجميع مسؤول عن المحافظة على الثروات السمكية التي فيه. وأضاف أن «الثروة السمكية» في الشرقية تقوم مع نهاية كل موسم صيد بإعداد تقرير مفصل «تقديري» عن حجم صيد الروبيان مقارنة بالأعوام الماضية، إلا أنه لا يتم نشره أو إعلان موجز عنه. وذكر أنه لا يعلم سبباً يمنع نشر التقرير، خصوصاً أنه يتم من العاملين في «الثروة السمكية» وخلال رصدهم لحركة السوق. ولا يوجد متحدث باسم الثروة السمكية في المنطقة الشرقية. وأوضح سعيد المعلم بائع أسماك أن الأسعار تتأثر بعوامل عدة، من بينها الأحوال الجوية، التي تؤثر في كمية الصيد، والتي بدورها تؤثر في كمية الأنواع التي يجلبها الصيادون للسوق، وكذلك الفترة الأولى من فسح صيد الروبيان، إذ تتوجه المراكب إلى صيد الروبيان ويُمنع عنهم صيد السمك إلا بحدود بسيطة جداً. ولفت إلى «عدم إمكان تحديد سعر ثابت للسمك بسبب اختلاف العوامل، لذلك تشهد الأسعار ارتفاعاً وانخفاضاً بين اليوم والآخر»، مضيفاً أن «درجات الحرارة المرتفعة، أثرت في نوع وحجم وكمية الأسماك في السوق حتى قبل الفسح، ما رفع الأسعار إلى نحو 20 في المئة، وبعد فسح صيد الروبيان ارتفعت إلى الضعف. وبيّن أن «الصيادين ثلاثة أنواع، منهم من يستخدم شباك الصيد، أو طراداً، أو سفن صيد كبيرة»، مشيراً إلى «اعتماد السوق على السفن الكبيرة، كونها تبقى في البحر نحو أسبوع، وتجلب كميات كبيرة، فيما الطرادات الصغيرة تجلب كميات قليلة، والتي بدورها ترفع سعر الأسماك، خصوصاً إذا كانت من أنواع محدودة». وتفرغ سفن الصيد حمولتها من الأسماك في مناطق عدة، ويأتي في مقدمها «سوق السمك المركزي في القطيف، وسيهات، والجبيل، وجميعها تشهد مزادات». وأشار إلى أن سعر سمك الهامور في السوق تراوح بين 80 و120 ريالاً للكيلوغرام، والكنعد بين 50 و70 ريالاً للكيلوغرام، والشعري بين 35 و45 ريالاً للكيلوغرام، والفسكر بين 30 و35 ريالاً للكيلوغرام. وذرك أن ثلاجة الروبيان الحجم الصغير تراوح بين 300 و400 ريال، وثلاجة الحجم المتوسط من 400 إلى 650 ريالاً، وبلغ سعر الروبيان 6 كيلوغرامات من الحجم الصغير 100 ريال، فيما يبلغ الحجم المتوسط 4 كيلو 100 ريال. ويوضح علي المطاوعة، مسؤول مبيعات أسماك في أحد محال محافظة القطيف، أن درجات الحرارة المرتفعة أيضاً أسهمت في ارتفاع أسعار السمك نتيجة قلة عدد الذين أبحروا، مبيناً أن الأسعار تعود إلى الانخفاض خلال الأسبوعين المقبلين بسبب قدوم كميات كبيرة من الروبيان، إذ يقل عادة استهلاك السمك. وقال: «واصلت الأسعار خلال الأسبوع الماضي ارتفاعها، فقد تضاعف سعر كيلوغرام السمك الهامور الذي يعتبر إلى حد كبير مقاساً للأسعار، فيما ارتفعت بقية الأسعار بنسب تصل إلى 20 في المئة، مشيراً إلى أن أسعار الأسماك ترتفع عادة في بداية موسم الروبيان ثم تعود تدريجياً خلال أسابيع إلى وضعها الطبيعي.