لماذا يا والدي كنت السبب في موتي، لماذا وأنا قبل برهة كنت في سريري نائماً، ويد أمي الحنون أيقظتني كي أذهب إلى مدرستي، فحلم أمي بي كبير، حلمها لا يزال في أول تفتحه، لم يتحقق بعد، لم ترانِ بعد شاباً يافعاً يحمل عنها العبء، لم أرد لها جميلها. لماذا يا والدي قدت سيارتك بهذه السرعة القصوى"الجنونية"فقتلتني. جعلت دفاتري تتناثر هنا وهناك، وجسدي الغض جعلته كومة أشلاء تحت ركام الحديد. لماذا فعلت بي هذا، وأنا ما زلت أتطلع إلى الحياة؟ ما زلت بنهم وحب للحياة، فعيناي اللتان أغمضتهما باكراً تمنتا لو رأتا الحياة، ألم تكن تحبني؟ ألم تكن تخاف علي؟... تقول نعم. أعذرني فأنا لا أصدقك، صحيح كنت تقول لي مراراً وتكراراً إياك ورفقة السوء، إياك والمشاحنات مع الناس، إياك من تقطيع الشارع، وسلسلة محاذير وممنوعات كنت تلقيها على مسمعي كل صباح ومساء، ولكن لم تقل أبداً وأنت، المسؤول عن حياتي ورعايتي، بأنك ستقتلني.أني أعتذر منك يا أبي الحبيب، لأني لم أحذرك من قيادتك السريعة التي جعلتني تحت التراب، وأحرقت قلب أمي عليّ، وجعلت نفسك طريح الفراش مشلولاً، لماذا ونحن الأطفال أمانة في أعناق الأهل الكرام... لماذا؟ ميساء راتب حافظ - جدة