يقود الفكر المنحرف معتنقيه إلى كثير من الحماقات والسلوكيات الخطرة، التي تصل حدتها أحياناً للتطرف والعنف، وقد يتعدى ذلك إلى ممارسة أنواع من الإرهاب ضد الأفراد والمجتمعات. ومملكتنا الغالية مملكة العطاء الذي لا ينضب، التي تسعى قيادتها جاهدة لخدمة قضايا العرب والمسلمين، بل والقضايا الدولية بما أفاء الله به عليها من نعم بحمد الله لا تُعد ولا تُحصى، أضحت بلداً محسوداً ومستهدفاً، حيث لم يسلم من كيد الحساد وجرائم المجرمين الأشرار، لولا أن الله تعالى رد كيدهم في نحورهم، ووفّق قيادتنا الرشيدة لإفشال مخططاتهم الإجرامية والتصدي لهم، وتتبع فلولهم، والقضاء على كثير من رموزهم وأسلحتهم ومصادر تمويلهم. في هذا البلد الطيب، في مملكة الإنسانية والنبل والوفاء، نعتز - نحن المواطنين - بجهود الدولة في تحقيق أعلى معدلات التنمية الشاملة، وفي مقدمها الأمن والرخاء والاستقرار ومكافحة الإرهاب، كما نزهو ونفخر بسلسلة النجاحات الرائعة المتواصلة لأجهزتنا الأمنية وجنودنا البواسل الشجعان، في التصدي بحزم لكل من تسوّل له نفسه المريضة العبث بأمن الوطن والمواطن والمقيم، وفي تحقيق الضربات الاستباقية الخاطفة لقطع دابر الشر لكل من يتربص بنا دوائر السوء، ممن لوثت شبكات الغدر وعصابات الخيانة عقله بفكر مستورد دخيل ضال منحرف. وامتثالاً للتوجيهات الكريمة بمحاربة الفكر المنحرف، وامتداداً للجهود الحثيثة التي تنفذها وزارة التربية والتعليم، كغيرها من مؤسسات الدولة، وتحقيقاً للتكامل بين المؤسستين الأمنية والتربوية، واستشعاراً منا - نحن التربويين - لمسؤولياتنا وواجباتنا الدينية والوطنية، واستكمالاً لما بدأناه في وقت سابق، يأتي أسبوع التوعية الأمنية في مدارسنا، لتنمية الولاء لله ولرسوله ولولاة الأمر، وتعزيز الأمن الفكري، وتحصين الناشئة من الانحرافات الفكرية الدخيلة، وتعميق الانتماء الوطني، وترسيخ وحدة الهوية والكلمة والصف ولزوم الجماعة والاعتدال والوسطية، واحترام العلماء المعتبرين وتقديرهم، وتعريف الطلاب بأهمية نعمة الأمن ووجوب المحافظة عليها وعلى مكتسبات الوطن ومقدراته، وتعريفهم بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه دينهم ومليكهم ووطنهم، والتحذير من كل السلوكيات الخاطئة. هذا البرنامج المكثف وليس الوحيد بل حلقة في سلسلة متواصلة بإذن الله، ستخدم فعالياته المتنوعة والمتعددة، ومناشطه المشوقة، نصف مليون طالب يدرسون في ما مجموعه 1677 مدرسة، تمثل جميع مدارس المنطقة للبنين في الرياض في المراحل الثلاث: الابتدائية والمتوسطة والثانوية. لتحقيق أهداف شرعية ووطنية نبيلة وسامية، ويأتي هذا الأسبوع التوعوي متزامناً مع الإنجاز الأمني الرائع المعلن عنه أخيراً، بالقبض على سبع خلايا تسعى للإفساد في الأرض، كانت تتربص بنا الشر وتنوي لنا الخراب والهلاك والدمار. إن سلسلة البرامج التوعوية المتمكنة للطلاب وهم غالباً المستهدفون للتغرير بهم من قبل الفئة الضالة، هذه البرامج مطلب مهم للغاية في عمليات التحصين القوي لفكر الناشئة، بسياج يتعذّر اختراقه من تلك الفئة الباغية، وأهم منها تعميم هذه البرامج والفعاليات وديمومتها واستمرارها، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن سرعة تحقيق الأهداف المنشودة تتوقف على مجموعة من المتغيرات المهمة، يأتي في مقدمها وجود استراتيجية لمكافحة الداء والآفة، واستشعار كل ذي علاقة بالأمر مهمته الموكولة إليه، وتحمّله مسؤولياته، بدءاً بالأسرة... وبالذات ولي أمر الطالب، مروراً بالمدرسة أو المعهد أو الكلية، وتكامل أدوار المؤسسات الإعلامية والدينية والشبابية وغيرها، لتنتظم صفاً واحداً كالعقد الفريد مع الجهود الأمنية المميزة في محاربة الفكر المنحرف، وتخليص المجتمع من شروره المستطيرة، وعلى المجتمع كل المجتمع مؤسسات وجماعات وأفراداً أن يؤدي دوره ويتحمّل مسؤولياته لتحقيق هذا الهدف العظيم. * المدير العام للتربية والتعليم للبنين في منطقة الرياض.