نسفت معطيات الحاضر كل الدعاوى والشعارات المثالية التي كانت تطلق سابقاً حول التعايش السلمي، وانتقاد"سباقات التسلح". فالقوة ولا شيء غيرها هي صمام الأمان للعيش في عزة وكرامة، بعيداً عن هاجس الخوف من مباغتة العدو، أو ابتزاز"الصديق". قال الله تعالى:"وأعِدُوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم"الأنفال: 60، فديننا يأمرنا بإعداد القوة قدر الاستطاعة ورفع درجة الجاهزية إلى أعلى مستوياتها، ليس للاعتداء وإنما لتحقيق غايتين: الردع، والدفاع عند دهم العدو. لم يتورع أحد المسؤولين الأميركيين عن التصريح"لطمأنة"إسرائيل بأن أميركا ستعمل على المحافظة على التفوق العسكري النوعي للدولة العبرية على جاراتها العربيات في المنطقة!! من خلال عرقلة الصفقات المهمة بين السعودية وأميركا من جهة، والاستجابة لمطالبات إسرائيل برفع المساعدات العسكرية الأميركية لها من 2.4 إلى 3 بلايين دولار من جهة أخرى. انطلق هذا الصوت النشاز في الوقت الذي انفض فيه"سامر"قمة التضامن العربية التي عقدت في الرياض، والتي أكدت على تفعيل المبادرة العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، خلال قمة بيروت عام 2002، بل إن الدول العربية ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال تشكيل لجنة لتفعيل هذه المبادرة بدأت أعمالها بعد القمة مباشرة. العرب في وادٍ، وإسرائيل في آخر... فأين التعايش السلمي؟ إنها القوة"في الحق"ولا غيرها... تداعت إلى ذهني هذه الخواطر وأنا أقرأ جزءاً من كلمة الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية أثناء حفلة اختتام جائزة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم للعسكريين، عندما قال:"بالقوة نحيا في عزة وكرامة، وبالإنتاج نأكل مما نزرع، ونحارب بسلاح مما نصنع، يحترمنا الأصدقاء ويهابنا الأعداء، وعندها نكون خير أمة أخرجت للناس حقاً وحقيقة". عبدالرحمن الجبرين [email protected]