تعد هذه الرابطة من أقدم الرابطات وأكبرها ومن أكثرها انتشاراً، وعلى رغم المزايا التي تحظى بها هذه الرابطة، إلا أنها ليس لها مقر دائم أو نظام وقواعد ومجلس تأسيسي ولجان فرعية أو أي رسوم مالية تدفع لطلب العضوية بالانضمام لهذه الرابطة، إذ إن منتسبيها تربطهم أحاسيس وسلوك مشترك وأفكار موحدة، ولهم سياسات وخطط متعددة. الأهم أن الغاية واحدة، وأعضاء هذه الرابطة منتشرون في أصقاع المعمورة ويجتاحون جميع المجتمعات ووجودهم أكثر في مجتمعات الدول النامية أو بالأحرى"النايمة"، وأكثر تحديداً في المجتمعات العربية بحكم الإحباطات المتوالية التي تتعاقب على أفراد تلك المجتمعات، ما أدى الى انتشار"ثقافة الإحباط"بطرق مباشرة معلومة وأخرى غير مباشرة مدسوسة، وقد تقابل أعضاء هذه الرابطة وبصفة مستمرة في حياتك اليومية سواء في منزلك أو مكتبك أو متجرك او بين من يرتدون ثوب الصداقة أو حتى في انتظارك في طابور أمام احد مكاتب الموظفين في إدارة حكومية. ومن صفاتهم أنهم يجيدون التحدث بلغة منسوجة بعبارات الاحباط التي تغلف بالنصح والخوف على الآخر التي تحمل بين كلماتها مدلولات الاستسلام للواقع المر والخضوع بكبرياء للهزيمة والتنحي عن بلوغ الغايات، ومن أمثلتها في مجتمعنا"مشي حالك"عند حدوث عكس ما يرغب الوصول إليه وهذا من باب العزاء والمساواة، وأيضاً"يعني راح تعدل الكون؟"عندما يعرض احد الأشخاص الآراء الايجابية والأفكار النيرة التي تخدم أبناء المجتمع وتفيد الصالح العام، ولديهم القدرة المذهلة للوصول الى الإقناع وبالتالي الانقياد، وأيضاً يحملون بين ضلوعهم العداء الخفي لكل من يطمح الى تحقيق أهدافه وانجاز مخططه في حياته المستقبلية، ويملكون القدرة على الشد الى أسفل والمحاولة بكل السبل للوصول بالآخرين إلى القاع والمحاربة بشراسة لكل من يرغب بالنهوض والتسلق نحو القمة بجد وكفاح. ليس القمة المزيفة التي بلغوها بعد أن نصبوا أنفسهم بالكذب والاحتيال وإلغاء شرف التنافس والاعتماد في ذلك على السبل والوسائل الملتوية وغير النبيلة، وهذا أكثر ما يحركهم تجاه الناجحين لخوفهم لأن تتساقط الأقنعة التي ارتدوها بغير وجه حق، وتجدهم يلغون الأمل من قاموس حياتهم... الأمل في غدٍ مشرق حافل بتحقيق الأحلام النبيلة ويستبدلونه بأمل زائف في الوصول بأهدافهم اليائسة الى إلغاء كل ناجح والتصغير من نجاحاته، وأيضاً لا يهدأون أو يملون بل إنهم يتربصون بكل ناجح ويرصدون تحركاته كما يرصد الذئب فريسته، وينتهزون الفرص السانحة التي تهيأ لهم بعرض برامجهم الإحباطية والهدامة، وإذا أردت أن تكشفهم وتتأكد من انتمائهم لهذه الرابطة تحدث معهم عن نجاحات الآخرين ستجدهم يقذفون بالأباطيل والتحجيم والتحقير على ذلك النجاح وعلى من تعب لتحقيقه. وخير سبيل للتعامل معهم هو التجاهل لتلك الأفكار الهدامة التي يغزون بها المسامع، وان تستغل تلك الإحباطات بالإصرار للوصول الى الهدف وشحن الهمم واتخاذهم من المحفزات لأن اعتراضهم لك يوضح انك تسير بخطوات صحيحة نحو النجاح، وكما قال شارل ديجول:"لا يمكن تحقيق شيء عظيم قط من دون رجال عظام، ولن يكون الرجال عظاماً إلا إذا صمموا على أن يكونوا كذلك". اختصاصي اجتماعي [email protected]