أشعل فريق الأهلي سماء العروس، وألهب روح التحدي مع جاره المقرب ومنافسه التقليدي فريق الاتحاد على خطف ثاني أغلى الكؤوس بعد تأهله إلى النهائي الكبير، عبر لقائه المثير أمام الهلال أول من أمس، الذي أقيم على استاد الملك فهد الدولي في الرياض، وانتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لكلا الفريقين، ليستفيد الأهلي من نتيجة لقائه الأول الذي انتهى بفوزه بهدفين من دون رد، ويتأهل من مجموع اللقاءين إلى النهائي المنتظر مع جاره الاتحاد، الذي قطع بطاقة التأهل الأولى عبر البوابة الاتفاقية مساء الخميس الماضي في جدة. وأكد فريق الأهلي أول من أمس وبالعربي الفصيح أنه لا يصح إلا الصحيح، تألق وأبدع وتميز وأمتع، ورسم لاعبوه لوحة جميلة من الأداء الراقي توجوها بهدف ولا أروع من قدم المبدع شبيه الريح مالك معاذ، الذي أثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع ومن أرض الواقع أنه المهاجم الأول حالياً في الملاعب السعودية وربما الخليجية والعربية، بعدما واصل تقديم مستوياته الأدائية الراقية وتسجيل أهدافه الرائعة، وقيادة فريقه القلعة إلى الانتصارات والمنافسة على الألقاب والبطولات، حيث حقق الفريق كأس الأمير فيصل بن فهد ? يرحمه الله ? وتأهل إلى المباراة النهائية في كأس ولي العهد، واقترب من التأهل إلى نهائي دوري أبطال العرب بعدما كسب منافسه فريق وفاق سطيف في ذهاب نصف النهائي بهدف وحيد من دون رد، ويتبقى له لقاء الإياب الذي تطمح الجماهير الأهلاوية من خلاله إلى تأكيد التأهل رسمياً إلى نهائي دوري أبطال العرب في انتظار المتأهل الآخر، سواء الزمالك المصري أو الفيصلي الأردني، لمواجهته في النهائي، وتحقيق الكأس الغالية، وضمها إلى الكؤوس الأخرى في دولاب القلعة الخضراء. ونجحت إدارة الأهلي في قطف ثمار تخطيطها الرائع وبرامجها المميزة بتقديم فريق كروي يحمل مزيجاً من عناصر الخبرة وحيوية الشباب في خطوطه كافة، حتى ظهر الفريق على شكل منظومة أدائية فائقة الوصف والجمال، عنوانها الروعة في الأداء، والحماسة والقتالية في كل لقاء، والعزيمة والإصرار على إسعاد الجماهير الخضراء، لتتوالى الانتصارات وتستمر الأفراح مع نهاية النزالات، ويحلق الأهلي في سماء النجومية على رغم الإجهاد الكبير والإرهاق المنقطع النظير الذي واجه الفريق هذا الموسم بفعل ضغط المباريات وتعدد المشاركات في الاستحقاقات المحلية والخارجية. ورد أبناء القلعة أول من أمس رداً قوياً وبليغاً على من توقع خسارتهم من الهلال وخروجهم من مسابقة كأس ولي العهد الأمين، خالي الوفاض، وعدم قدرتهم على الصمود أمام منافسهم الذي ارتاح كثيراً واستعد طويلاً لهذه المواجهة التي كان يأمل فيها الثأر ورد الاعتبار لخسارة لقاء الذهاب، حيث بكر المضيف بالهجوم الرهيب من العمق والأطراف وكل الاتجاهات، وأحرز صانع ألعابه الليبي طارق التايب هدفاً سريعاً في الدقيقة السابعة، واشتعلت المدرجات الزرقاء، وتحولت إلى موجات من الهدير الصاخب، وتوقع الجميع أن تتوالى الأهداف الهلالية، وأن تتواصل الزيارات إلى الشباك الخضراء ويستمر الإرباك بين لاعبي الضيف حتى يطير الهلال ببطاقة التأهل الثانية إلى نهائي الكأس الغالية، ولكن السيطرة الزرقاء لم تدم طويلاً، وسرعان ما لملم فريق الأهلي أوراقه ورتب أموره، واستلم زمام المبادرات الهجومية التي قادها البرازيلي المبدع كايو من وسط الميدان، وتألق اللاعبون وأدوا أدوارهم الدفاعية والهجومية بكل تميز ومثالية، واستأسد الحارس الموهوب ياسر المسيليم في مرماه، ووقف لكل الكرات الهلالية الخطرة بالمرصاد ليأتي الرد التهديفي من الهداف الأهلاي مالك معاذ، وقبل انتهاء الشوط الأول عندما لدغ كرة قمامدية العكسية مباشرة إلى شباك الدعيع، مسجلاً هدف التعادل لفريقه الذي لخبط حسابات المضيف تماماً، وأعاده مجدداً إلى نقطة البداية التي انطلقت منها المباراة. وواصل الفريق الأهلاوي تألقه اللافت وروعته في الشوط الثاني، وكان الأفضل أداء وانتشاراً والأميز إبداعاً وعطاء، وأضاع لاعبوه الكثير من فرص التسجيل المحققة، وحولوا لاعبي الهلال إلى متفرجين على سيمفونيتهم الرائعة، وقدموا درساً مثيراً في فنون الكرة خلال الدقائق الأخيرة من عمر النزال حتى أطلق الحكم الألماني صافرة النهاية، وتأهل الأهلي رسمياً لمواجهة منافسه التقليدي فريق الاتحاد في المباراة الختامية على كأس البطولة في كلاكيت يتكرر للمرة الثانية على التوالي في الموسم الكروي الجاري.