رفض فريق الهلال جميع الإغراءات التي قدمتها له بداية مباراته أمام منافسه على البطاقة الثانية للمباراة النهائية على كأس ولي العهد فريق الأهلي، و"تلخبطت"الحسابات مع نهاية الشوط الأول، حتى امتدت إلى نهاية هذا اللقاء الذي طغى عليه الجانب التكتيكي، وحرمت معه الاجتهادات الفردية والابتكارات التي يخلقها اللاعبون أصحاب المهارة عادة مع هذه الأجواء، وإذا كانت المثالية الهجومية المتوقعة للفريق"الأزرق"وضحت جلياً مع انطلاق صافرة البداية، وتحصل البرازيلي روردريغو فيها على فرصة هدف محقق، نتيجة توغل لاعب محور الارتكاز عمر الغامدي لأطراف الملعب وإرساله لكرة عرضية حولها ولا أروع القحطاني لرودريغو الذي حرم الهلال من هدف باكر2، إلا أن طارق التايب كانت له كلمة في تقليص النتيجة المطلوبة 6 وأعاد فيها الحسابات والأمل مجدداً بتسجيل الهدف الأول من كرة ثابتة قريبة على مشارف ال18، وهذا الهدف جاء كنتيجة طبيعية للضغط الهلالي القوي في ملعب الأهلي، في المقابل كان لاعبو الأهلي غير قادرين على الدخول في أجواء المباراة ووضح الارتباك على جل لاعبيه، وتعتبر إصابة طارق التايب وعدم استفادة الهلال من وضعية الأهلي في الدقائق الماضية نقطة تحول كبرى لمصلحة الاهلاويين الذين سارعوا بتنظيم الصفوف وترتيب الأوراق، وكأنهم أخذوا جرعة ثقة برؤيتهم للخلل الواضح الذي تركه التايب وعجز بديله التمياط عن إضافة أي جديد، وتمكنوا من الوصول لمرمى الدعيع في العديد من الكرات 17و19، وإن كانت كرة مالك معاذ 25 التي ارتطمت بالقائم الأيسر لمرمى الدعيع بمثابة جرس إنذار لمدافعي الهلال بأن تنظيمهم الدفاعي يعاني الكثير من الثغرات والمساحات، إضافة للتغطية المتأخرة، ولهذا من الطبيعي أن تهتز شباك الدعيع 42 حينما استفاد مالك معاذ من حسه التهديفي، وتابع تسديدة قمامدية الطائشة وحولها داخل شباك الدعيع وسط حالة من الاتكالية بين قلبي الدفاع خليل وتفاريس والحارس الدعيع. توقيت الهدف وإعادة الحسابات مجدداً ألقى بظلاله السلبية على الفريق الهلالي، وكادت الأمور أن تتضاعف صعوبة لو تمكن لاعبو الأهلي من تسجيل هدف آخر، وهم يستحوذون على منطقة الوسط ويبادرون بمهاجمة مرمى الدعيع. الدقيقة 63 ارتكب فيها باكيتا خطأ بالاستغناء عن الخطير والمزعج ياسر القحطاني مع الإبقاء على رودريغو غير الموفق في هذه المباراة، وزج بالجابر والعنبر لزيادة العدد الهجومي لعل وعسى أن يثمر هدفين يُبقيان الهلال في دائرة المنافسة، وهذه الجرأة الهجومية المتوقعة لباكيتا كان ينقصها التنظيم، فمثلاً إعادة الشلهوب لمنطقة الظهير الأيسر تسببت في إبعاد أهم مفاتيح اللعب الهلالي عن مناطق الخطر الأهلاوية، وكان الأجدر الاستغناء مثلاً عن التمياط، كي يعطي هذا التغيير مساحة، وتحرر للجابر للعب خلف المهاجمين رودريغو والعنبر، مع الإيعاز للشلهوب بالتمركز على أطراف الملعب. في المقابل أحسن نيبوشا قراءة المباراة، وزج بمعتز موسى 66 على حساب قمامدية لرغبته في تكثيف منطقة الوسط بخمسة لاعبين، مع الاعتماد على الانتشار السريع في حال الاستحواذ على الكرة، لذلك كانت هجمات الأهلي الأخطر والأسرع، حتى إن لاعبي الارتكاز في الأهلي صاحب العبدالله وتيسير الجاسم كانت لهما مبادرات هجومية نتيجة للمساحات والاندفاع الهلالي في أواخر هذا الشوط، والتي كاد البرازيلي كايو أن يرمي بالطموحات الهلالية بعيداً حينما أضاع هدفاً محققاً 83 بتسديده للكرة خارج مرمى الدعيع. واجبر لاعبو الأهلي منافسيهم على اللجوء إلى اللعب الفردي، خلال هذا الشوط عقب إغلاقهم لأطراف الملعب وإجبار لاعبي الهلال على التوغل من العمق، وهذا ما سهل عليهم السيطرة وإفشال مشروع أي هجمة هلالية.