أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب، ان التوحيد هو الحقيقة الكبرى والقطب الأقوى، وهو الذي تدور عليه رحى الدين، وهو أساس كل النبوّات ومعقد لواء الرسالات. وحذّر إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة أمس من السحر والسحرة والعرافين والكهنة، لأنهم عالم مليء بالخرافات والدجل والبغي والظلم، ويظلّه الشرك والكفر المبين. كما أكد ان على المسلم ان يربأ بنفسه ودينه وعقله عن هذه الخرافات المضللة، وكذا عن كل طرائق المشعوذين والدجالين التي فيها ادعاء بعلم الغيب والمغيبات، أو القدرة على المعجزات، مما انتشر بلاؤه حتى في الفضائيات، كقراءة الكف والفنجان، والاستدلال بالطالع والبروج على السعد والنحس والخير والشر، فكل ذلك رجم بالغيب يتعايش به الدجالون والكهنة ويغرون به الجهلة والبلهاء، وأكثر من ذلك خساراً ووبالاً ضياع الدين وفقدان الإيمان، لقوله صلى الله عليه وسلم:"من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل صلاته أربعين ليلة". وأشار إلى ان الشرك يدخل عليهم من بابه وهم لا يشعرون، وذلك حين ينحدر الخوف من العبد إلى المخلوق ورهبته ورجائه والرغبة إليه والتوكل عليه، في إعراض عن الخالق وبعد عنه. وأضاف ان الخوف من غير الله هو شرك الجاهلية الأولى، وان هذا الخلل القلبي يؤدي إلى فعل شركي، بل أفعال كثيرة، وذلك حينما يسقط العبد شيئاً من حقوق الخالق على المخلوق لجلب نفع أو دفع ضر، بل يصل الأمر إلى الشرك في توحيد الربوبية، حينما يعتقد الجهول ان النفع والضر من عند غير الله، مؤكداً ان الشرك في هذا الباب من المسائل الخطرة التي قد يغفل عنها بعض الموحدين. وأوضح ان المزالق في هذا الباب وفي غيره من البلايا المهلكة متحققة، وأنها من كبائر الذنوب وناقض من نواقض الإسلام، ألا وهو السحر، فهو داء خطر وشر مستطير، وله حقيقة خفية وضرر محقق، ويهدم الدين ويتلف الجسد ويخرب البيوت ويقطع الأرحام ويورد النار، لذا فقد اتفقت كل الشرائع السماوية على تحريمه، وسمّاه الله كفرا وحذّر منه في القرآن الكريم، ولم يجعل لصاحبه في الآخرة حظاً. من جهته، ندد امام وخطيب المسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس بالاغتيال"الارهابي"لأربعة فرنسيين الاثنين الماضي. وقال:"ان ما وقع في هذه الايام من حدث اجرامي في صحراء بواط من قتل وعدوان وظلم وبغي على نفوس لا ذنب لها من أعظم الأعمال الإرهابية فقد سُفكت دماء وازهقت نفوس، هذا فعل اثيم، وعمل اجرامي شنيع وفساد عظيم ينبذه الاسلام ويحاربه ويتبرأ منه ويعاقب عليه ابلغ العقوبة". واضاف الشيخ الحذيفي ان مرتكبي هذا الفعل"خرجوا على جماعة المسلمين، وشذوا عن سياج حوض المسلمين، وشوهوا صورة الاسلام الكريمة، وقطعوا الطريق وروعوا الآمنين". واكد"ان هذا النوع من الناس عدو لنفسه وعدو للمجتمع وعدو للامن والاستقرار، يبدل نعمة الله من بعد ما جاءت، وان الله شديد العقاب". ودعا الشيخ الحذيفي الناس إلى عدم التستر على هؤلاء المفسدين المجرمين، بل على من علم عنهم شيئاً أن يرفع أمرهم للسلطان، لينالوا جزاءهم الذي قررته شريعة الإسلام، فالشريعة ضمنت حقوق الناس كلهم بالعدل والحق، وردعت كل معتد أثيم.