يعيش البيت الهلالي تأزماً كبيراً في كل النواحي، في ظل الإقالات والاستقالات المتوالية على الشقين الفني والإداري، إثر رحيل المدرب البرتغالي بوسيرو، ومدير الكرة عادل البطي، اللذين حل محلهما البرازيلي سيريزو ومنصور الأحمد. وتأتي معظم إشكالات الهلال الحالية من الأوضاع المالية المتردية، وهي التي دعت الرئيس الأمير محمد بن فيصل إلى شن هجوم لاذع على أعضاء الشرف، اتهمهم فيه صراحة ب"تطنيشه"، وأعلن من خلاله أنه لن يكون مسؤولاً عن نتائج ما يحدث، محذراً من مستقبل الفريق، وذلك قبل أن يعود لاحقاً في محاولة منه للتهدئة بتصريح هادئ يؤكد فيه أن ما قاله عن أعضاء الشرف يأتي في إطار العلاقة المتينة التي تربطه بهم، أو كما يدرج القول"من باب الميانة". وعلى رغم أن الرئيس بذل قصارى جهده من أجل إقناع أعضاء الشرف وتحفيزهم لدعم التعاقد مع المدرب البرازيلي سيريزو، إلا أنه لم يحظ بالدعم اللازم، وهو ما دعاه إلى إنهاء التعاقد معه بطريقته الخاصة وبدعم من شرفي مقرب من الرئيس. ولم يتسلم اللاعبون رواتبهم منذ ستة أشهر، حتى أن الألعاب المختلفة باتت تعاني الأمرين في مشاركاتها المختلفة في ظل تراجع الدعم المادي. وحرص رئيس النادي الأمير محمد بن فيصل على الابتعاد عن الوجود في مقر النادي طيلة الفترة الماضية، ولعل ذلك يعود إلى رغبته في عدم مواجهة متطلبات النادي المالية وعدم إيقاع نفسه في حرج عدم تسديدها. ويقول المراقبون بأن استقالة عادل البطي من منصبه جاءت بسبب استيائه من تأخر رواتب اللاعبين، وعدم تسديد بعض المبالغ التي دفعها من جيبه الخاص لتغطية مصروفات بعض المعسكرات، إضافة إلى تراجع الحال الانضباطية في التدريبات، إذ ربط البعض بين مغادرة قائد الفريق سامي الجابر مع رئيس النادي إلى دبي وبين تقديم البطي لاستقالته، ويأتي تعيين الإداري منصور الأحمد كأحد الأسماء المعروفة بتعامله الإداري"التوافقي"، خصوصاً أنه يأتي في مرحلة متوسطة من الموسم الرياضي. ووصف بعض المراقبين تصريحات الأمير محمد بن فيصل ب"الاستباقية"، بسبب قرب انتهاء عقود لاعبين بارزين يتقدمهم لاعب الوسط محمد الشلهوب وعمر الغامدي والحارس الدولي محمد الدعيع، الذي أوشك عقده على الانتهاء، فيما خزانة النادي خاوية، ما يعني أن مفاوضته أو تجديد عقده ستواجه أزمة من أجل إتمامها.