يرى رئيس اللجنة التأسيسية لجمعية المخترعين السعوديين يوسف السحار أن المعوقات التي تتسبب في تعطيل المخترعين على المستوى السعودي، تتمثل في غياب الحاضنات التقنية، مشيراً إلى أن المخترعين بحاجة ماسة إلى الإسراع بتأسيس حاضنات تقنية تعمل على مساعدتهم على التأكد أولاً من جدية اختراعاتهم في هذا المجال أو ذاك، ومن ثم مساعدتهم على بناء النماذج المعملية الدالة على نجاح اختراعاتهم وتعمل أيضاً على مساعدتهم على تطوير اختراعاتهم بعد ذلك بحيث تكون في وضع مقبول لدى رجال الأعمال ومن ثم جمهور المستهلكين. ويشير السحار إلى أن الاختراع الوطني يحتاج إلى المحافظة عليه من التعدي والاستغلال غير المشروع المؤدي إلى خسارة اقتصاد الوطن لأموال داعمة بقوة للاقتصاد الوطني فإنه بناءً على ذلك يحتاج الاختراع السعودي إلى حماية من التعدي من خلال براءات الاختراع"المكلفة للغاية"والتي ليس بمقدور الكثير من المخترعين السعوديين من تحمل رسومها على المستوى الوطني، فضلاً عن المستوى الدولي. لذلك لا بد من إيجاد آلية تؤدي إلى مشاركة المخترع في اختراعه في مقابل تحمل جهة ما تكاليف رسوم براءات الاختراع على المستوى الوطني والإقليمي والدولي حسب نوعية وأهمية الاختراع. وبحسب السحار فإن المال إذا اتحد مع الفكر أنتج وأثمر قوة اقتصادية هائلة وهذا ما يلحظ في الدول المتقدمة كأوروبا وأميركا واليابان, وغيرها حيث قام اقتصاد تلك الدول على"الفكر واستثماره"لا على ثروات الأرض فقط، ويعتقد السحار أن انعدام الاتحاد بين الفكر والمال سببه وجود هوة واقعة بين المخترع المفكر، ورجل الأعمال المستثمر وتلك الهوة هي: 1- دراسة الجدوى الاقتصادية لغة الأرقام لمشروع الاختراع والتي تُطلب عادة من رجال الأعمال. 2 الدراسة الفنية المتعلقة بطريقة إنتاج الاختراع السعودي والتي يطلبها عادة رجل الأعمال حتى يطمئن إلى أن الاختراع الذي سيتبناه قابل للتطبيق الصناعي. كما أن من أبرز المشكلات التي تواجه المخترع أيضاً غياب فكر التسويق لدى المخترع، فالمخترع في حقيقته هو موهوب في مجال الاختراع، ولكنه في لمقابل ليس موهوباً في مجال التسويق، لذلك يحتاج إلى جهة أمينة تمتلك"الاحتراف في مجال التسويق"لتسوق له اختراعه. ويشير السحار إلى أن المخترع بحاجة إلى جهة قانونية متخصصة تعمل على مساعدته قانونياً على صياغة طلبات براءات الاختراع من جانب، وتساعده في عدم إضاعة حقوقه في اختراعه خاصة عند صياغة العقود مع رجال الأعمال من جانب آخر. ويؤكد أن المخترعين الذين يحملون نعمة"الموهبة"من الله عز وجل يعدون في أي بلد في هذا العالم الكبير النسبة الأقل عدداً في أي تصنيف يُجرى لطبيعة المهن التي يحملها أبناء البلد الواحد ، ولا سيما أن فئة"المخترعين"على قلة عددهم التي لا تتجاوز 005. في المئة من سكان العالم هم الوحودون الذين تمكنوا بجدارة من ابتكار منتجات وتقنيات متنوعة جعلت الإنسان، بإرادة الله العزيز الحكيم، يحيا في هذه الدنيا حياة أكثر كرامة ورفاهية. والجميع يعلم أن الكثير من الاختراعات التي حولنا والتي نتعامل معها بشكل يومي هي اختراعات، إما أن تكون أجنبية المنشأ أو هي من نتاج عقول أبناء الأمة العربية والإسلامية الذين مع الأسف هاجروا إلى تلك البلاد الأجنبية لقلة حصولهم على التشجيع والدعم في بلادهم ليعود إنتاجهم الفكري بعد ذلك إلى العالم العربي والإسلامي داخل عبوة كُتب عليها اسم ذلك البلد الأجنبي الذي هاجر إليه ولم يكتب عليها اسم بلده الأصلي.