لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز فريق الأهلي، فهو يمثل قوة حقيقية للكرة السعودية، ولنقل للرياضة السعودية على وجه العموم. أرجعنا الفوز الأهلاوي الأخير إلى ذكريات جميلة كان الأهلي فيها ملء السمع والبصر، كان الأهلي هو المسيطر على البطولات السعودية، وكان نجومه هم من يشار إليهم بالبنان، لا يمكن نسيان نجوم الأهلي الكبار عبدالرزاق أبو داود وأحمد عيد وسليمان أبو داود وصالح الهندي مسمار ووحيد جوهر وأحمد الصغير وعادل رواس وإبراهيم مريكي وإدريس آدم وطارق كيال ووجدي الطويل، ثم في فترة لاحقة أحمد الصغير وأمين دابو وطلال صبحي وحسام أبو داود وشقيقه باسم ومعتمد خوجلي والقائمة تطول، وجيل ثالث برز فيه خالد منسي وخالد أبو رأس ومحمد عبدالجواد ومحمد المترو وبندر سرور، أعقبه جيل حسين عبدالغني وخالد مسعد ومحمد شلية، ثم مالك معاذ وتيسير وصاحب العبدالله وصولاً إلى الوجوه الجديدة محمد مسعد وهزازي وجفين ومحمد عيد ومعتز الموسى وعلاء ريشاني. كان التألق عنواناً للأجيال الأهلاوية المتلاحقة، ابتعد الأهلي عن البطولات وقلنا أفلت شمس البطولات واهتزت أركان"القلعة"... الكبار لا يفضلون الرد على مثل هذه الأقاويل بسرعة أو بحنق، بل يتحينون الفرصة، فجاء الرد مقنعاً للرياضيين وصاعقاً للجيران. نجح الأهلي في استمالة الكثير من الجماهير الرياضية التي لا تشجع الاتحاد في تلك الأمسية الخضراء، الميل للأهلي ليس من باب"ارحموا عزيز قوم ذل"، لكن رقي النادي الأهلي يجعل الجميع يقف في صفه، فرح له النصراوي والهلالي والتعاوني والاتفاقي وحتى الكثير من الاتحاديين، فعودة ناد كبير بحجم الأهلي هي عودة للتنافس الشريف، وعودة لبطل قديم خبر طريق المنصات وعرف دروبها جيداً. البداية بكأس الأمير فيصل بن فهد والمشوار طويل أمام الأهلي ونجومه، والوقوف في محطة الكأس الأخيرة خطأ قد يدفع الأهلاويون ثمنه طويلاً كما حدث لهم في سنوات الجدب الماضية. الحديث عن الأهلي ولاعبيه لا يمكن أن يحجب الحديث عن رئيس الأهلي"الخلوق"أحمد المرزوقي، الذي قدم أنموذجاً مميزاً للرياضي الجميل الذي يقف بين الجميع على مسافة واحدة، المرزوقي رئيس راقٍ لناد راقٍ. التغني بالأهلي لا يعني بأي حال من الأحوال الانتقاص بهرم جدة الآخر فريق الاتحاد، المطالب بتدارس موقفه الحالي على خريطة الكرة السعودية، وعودة"النمور"إلى افتراس البطولات من جديد.