شارك ثلاثة شعراء في أمسية نظمتها خميسية الشاعر عبدالرحمن موكلي في صبيا مساء الخميس الماضي. إذ تبادل كل من محمد الثبيتي، وأحمد السيد عطيف، والحسن المكرمي، إلقاء قصائدهم التي تفاعل معها الجمهور. فبينما افتتح الثبيتي الأمسية بقصيدته"الظمأ"، التي قال فيها:"اختر هواك على هواك/ عساك أن تلقى هناك إلى الطريق طريقا/ وامخر صباح التيه منفرداً/ فما أحلى الصبا خلاً/ وما أحلى الصباح رفيقا/ فمتى متى كانت ليالي المدلجين خليلة/ ومتى متى كان الظلام صديقا/ لله ما تهواه بل لله ما تلقاه في البطحاء/ إذ غنى بها طير الضحى/ فتأججت طرباً فبللها/ لعاب الشمس فانقلبت حريقا". تلاه عطيف مسجلاً حضوراً لائقاً تجلى في قصيدته"انتحار"، وجاء فيها:"الشعر خان يشي بالمدلجين على/ أنيابه بين صعلوك ومطحون/ إذا اصطلينا على بيتين نمَ بنا/ لهيبها فدعا كل الثعابين"، إلى أن يقول:"إذا انتشيت فصبِي كل أوردتي/ ما دام رأسي لا يدري فصبيني". أما المكرمي فقدم نصوصاً عدة من بينها"ظمأ"، ومنها:"ظمأ كالتناهيد نداءاتي الظِماء/ كالمآسي تتوالى كالعَناءْ/ كالتسابيح وكالذِكْر/ كأنّات اليتامى تتعالى كالرَّجاءْ". وشهدت الأمسية مناقشة ورقة نقدية قدمها الناقد جبريل سبعي عن"تحولات القصيدة الحديثة"، ذاهباً إلى أن القصيدة تمثل العالم في أذهان الشعراء، مشيراً إلى أنه بما أن العالم متغير، فالقصيدة متغيرة، من عمودية، إلى شعر التفعيلة، وصولاً إلى قصيدة النثر. منوهاً بتعمد شعراء السبعينات إغلاق النص واللغة. وأضاف سبعي أن القصيدة أفادت من التقنيات الحديثة، متشكلة بصورة منفتحة، ومستثمرة التشكيل البصري بكتابة متعالية على الزمان والمكان. من جهته، أثنى الكاتب الصحافي حمود أبو طالب في مداخلته على تجربة الثبيتي، وأرجع أبو طالب تطور قصيدة الثبيتي إلى إخلاصه لنصه ولأخلاقيات قضيته، ووفائه لها. يذكر أن الأمسية التي أدارها الشاعر غرم الله الصقاعي، شهدت احتفاءً بالإعلامي محمد الأحمدي.