في أقام نادي المنطقة الشرقية الأدبي أمسية شعرية، أنعشها الدكتور أحمد بن راشد بن سيعد والشاعر غرم الله بن حمدان الصقاعي، بحضور جمهور من عشاق الكلمة الشعرية. وقد تميزت الأمسية الشعرية بالعديد من القصائد التي اختط فيها الغزل بالصد والهجر والبحث عن المعشوقة، وذكر الراحلين، بالإضافة إلى متغيرات العصر، والواقع السياسي في عالمنا العربي المتغير، سوء في الشام أوفي منطقة المغرب العربي. وفي أولى القراءات الشعرية في الأمسية أطل الشاعر راشد بن سيعد بقصائد من بينها “صديق لم يجب على هاتفي” التي قوبلت بتعاطي كبير مع الجمهور، بالإضافة قصائد أخرى بينها “الغرق المشتهى” التي قال فيها: رحمة الله على الحب الذي * في خضم الموج أمسى غرقا كان من قبل طيوبا ورؤى * وورودا تتشهى العبقا وبريقا حالما مزدهيا * طالما روى سناه الحدقا ثم أمسى قصة دامية * وكتابا في الثرى محترقا. وتحدث الشاعر في قصيدة أخرى عن الرسل الكريم صلى الله وسلم، حيث بكى وهو يقرأ القصيد أمام الجمهور. ثم أطل الشاعر غرم الله الصقاعي ليلقى من جادت به قريحة من قصائد كان لها وقعها الخاص في نوفس الحاضرين، بدأها بقصيدته إلى روح الأديب الراحل محمد الثبيتي، كما ألقى مجموعة قصائد، منها : «اخضرار المساءات» و«سنابل»، وقال في الأخيرة : سنابل، تبعت سنابل، والحنين هو الحنين. وصوت رغبتنا، ورهبتنا، يزيد.. ولا جديد، ولا جديد.. الأرض تبسط كفها، والوقت يجري، والسحابة في رحيل. وأنا بصوت الخوف صوت الأرض من جبل أنادي : كيف نحرث أرضنا؟! كيف نسقي زرعنا؟! بل كيف نسكر خبزنا بالماء» واعتمد الصقاعي على توظيف الرمز، ولم يقتصر في توظيفه على الاستنطاق الاعتيادي، وإنما أطلق العنان للرمز كي يبوح ويبوح حتى تختفي كل عناصر اللغة الوظيفية أو التقريرية المملة، ليدهش المتلقي بتوظيفه لتلك الرموز وبغنائة القصيدة التي أثراها الرمز. في الجولة الثانية قرأ سعيد مجموعة قصائد، كان بينها قصائد سياسية عن الأحداث في العالم العربي حملت عناوين : «درعا» و”بنغازي” و”لكي يا شام” و”لو استطاعت”، وختم قراءاته بقصيدة المقامات بعنوان «ليلة البحث عن المرقوق»، أضحكت الجمهور طويلا. فيما قرأ الصقاعي «قبله من عتاب” و”بسمله” و»سادت الحلم» وقصائد أخرى. وفي ختام الأمسية شكر رئيس النادي الضيفين الكريمين وقدم لهما خطابات شكر وتقدير وأخذ معهم والجمهور صورا تذكارية .