استحضرت دموع رئيس نادي جازان الأدبي الأسبق الشاعر أحمد الحربي الشاعرين الراحلين محمد الثبيتي وغرم الله الصقاعي بوصفهما أهم رواد خميسية عبدالرحمن الموكلي، على حد قوله، واختلط شجنه بسعادته باعتلاء منبر ثقافي للمرة الأولى بعد شفائه. الأمسية التكريمية التي نظمتها الخميسية بمدينة الظبية أول من أمس، أدراها القاص عمرو العامري وجمعت بين الشعر وسيرة الحربي عبر محطات حياته في كل من جازان وأبها والرياض وأميركا. وركزت أسئلة الحضور ومداخلاتهم على معاناته الصحية وكيف تجاوز بإرادته آثارها. وتحدث الحربي عن جزء من حياته وما سماه بالصدمة الحضارية عند سفره من بلدته القرفي لأبها وإلى الرياض وصولا لأميركا قبل 30 عاما. وقرأ قصائد تعكس مراحل تجربته الشعرية، وتفاعل الحضور مع نص زاوج فيه بين الشعر والأهازيج التراثية، بعنوان "يوم كنا".وبكى الحربي حين تذكر خبر وفاة الصقاعي الذي بلغه وهو في رحلة علاج بألمانيا. وقال في تصريح إلى "الوطن" إن خميسية الموكلي أصبحت معلما في الذاكرة، وتخطو خطوات متتالية نحو التميز الثقافي، مضيفا أن حضور الخميسية كشفوا عن حبهم بأطيافهم المتعددة. رئيس مجلس إدارة نادي جازان الأدبي حسن الصلهبي أكد في الأمسية التي سجلت حضورا لافتا لمثقفين من منطقتي الباحة وعسير، أن الحربي هو إنسان وشاعر وقيادي ناجح، موضحا أنه تتلمذ شعريا على يديه هو وكثير من شعراء جيله وعلمهم الحب قبل أن يأخذ بيدهم في المسار الأدبي والشعري، مضيفا: الأقدار جمعتهم في عضوية مجلس أدبي جازان وظهرت حنكته الإدارية في احتواء الخلافات بين الأعضاء، لافتا إلى أن الحربي من الشخصيات الفريدة التي تتسرب وتستقر في نفوس الآخرين لتحمل همومهم وأحزانهم وأسرارهم. وأكد الصلهبي أن فترة رئاسة الحربي للنادي ذهبية وأن أبرز البرامج التي نفذها النادي خلال العشر سنوات الأخيرة كانت في فترة رئاسته بقربه من الجميع ودعمه للشباب ذكورا وإناثا وصديقا محببا إليهم. من جهته قال الدكتور أحمد التيهاني إن من الصفات المبهرة للحربي أنه من الأدباء الأكثر تواصلا مع أصدقائه في الوسط، معللا ذلك بتصالح الحربي مع نفسه صحيا ونفسيا. فيما أكد الزميل علي الرباعي أن شخصية الحربي تتسم بالهدوء والحكمة وبعد النظر والقدرة على احتواء الآخر. صاحب الخميسية الموكلي وصف الحربي بأنه أحد المناضلين من أجل الحياة والإبداع.