كشف المشرف العام والمدير التنفيذي على برنامج مستشفى الأمل في محافظة جدة الدكتور محمد شاووش، أن معدل إدمان المخدرات في السعودية ارتفع هذا العام بنسبة 400 في المئة مقارنة بالأعوام الخمسة الماضية، مشيراً إلى أن كلفة علاج المدمن تصل إلى نحو ألف ريال يومياً، في حين يغطي مستشفى الأمل في محافظة جدة أكثر من 40 في المئة من المساحة الجغرافية للسعودية. وقال شاووش ل"الحياة":"يوجد ارتفاع مخيف جداً في عدد المدمنين للمخدرات في السعودية"، مضيفاً أن"الكبتاغون"هو الأكثر تداولاً بين المدمنين السعوديين، على رغم أن هذا النوع من المخدرات يعد الأخطر والأسوأ بين المخدرات المعروفة في جميع دول العالم، كونه يحوي مواد إضافية تدمر الخلايا العصبية مباشرة، الأمر الذي يستدعي تدخلاً علاجياً مكثفاً وخاصاً لإزالة هذه السموم من أجساد المدمنين قبل أن تفتك بهم. وأشار إلى أن مستشفيات الأمل في السعودية أصبحت عاجزة عن استقبال المزيد من المدمنين، الأمر الذي يفسر طول فترة مواعيد المراجعة للمدمنين الباحثين عن العلاج داخل المستشفى، على رغم وجود آلية علمية وناجحة لعلاج المدمنين في منازلهم من دون الحاجة إلى طبيب مباشر، في ظل توافر الإرادة وقوة العزيمة والصبر على البلاء من قبل المدمنين أنفسهم. وقال شاووش:"إنه من الصعب على مستشفيات الأمل متابعة كافة المدمنين في المنطقة الجغرافية التي تتبع لها، ويبقى الاتكال على مراكز التأهيل في تلك المناطق، والتي قد تخفق في متابعة حال المدمن، ومن ثم تحصل له الانتكاسة والعودة إلى الإدمان مرة أخرى". ونبّه في حديثه إلى"الحياة"أن المستشفى يعكف حالياً على علاج أطباء ومعلمين وضباط وطيارين من أضرار الإدمان، وهو مؤشر على أن المخدرات لا تقتصر على فئة من دون أخرى، لافتاً إلى أن"البرستيج الاجتماعي"، رفع من نسبة المستخدمين للمخدرات في السعودية على سبيل الرفاهية والمفاخرة بالمال. فتيات مدمنات بلا رعاية ولفت مدير مستشفى الأمل إلى وجود فتيات مدمنات على المخدرات، إلا أنهن لا يحظين بالرعاية العلاجية المثالية مثل الشبان، لاعتبارات عدة، أبرزها: عدم وجود مبان كافية لعلاج المدمنات، وغياب الموازنة المالية لإعداد الكوادر الطبية والاختصاصية للإشراف على حالهن، إذ يتم علاجهن حالياً في المستشفيات النفسية، والتي لا تؤدي الدور الكامل في هذا المجال، كونها تفتقر للبرامج العلاجية الاختصاصية. وقال شاووش:"إن مستشفى الأمل في المحافظة اعتمد في تنظيمه على أرقى المستويات، من المباني، والحدائق، والأقسام، والأجهزة والمعدات، ووسائل الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية والثقافية والدينية والرياضية والتأهيلية والترفيهية المختلفة". وأشار في الوقت ذاته إلى أن مهمة المستشفى هي الخدمة العلاجية، أما بالنسبة للخدمات الوقائية والتوعوية فهي مهمة جهات أخرى، مثل: اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، والمؤسسات التربوية والتعليمية، التي لا بد أن تفعّل دورها، وتتوسع في نشاطاتها للوصول إلى منازل السعوديين كافة. وأكد أن المستشفى بدأ في إرسال اختصاصيين إلى المدارس لتوعية الطلاب بأضرار المخدرات، خلافاً للندوات والمحاضرات التي تعقد بين الفينة والأخرى للاقتراب من الجمهور، وإيصال الرسالة مباشرة إليهم بطرق غير تقليدية.