فيما أبلغ استشاري الطب النفسي الدكتور محمد شاووش "الوطن" أن 400 مدمن مصاب بفيروس "الإيدز" منومون حاليا في مستشفيات الأمل بجدةوالرياض والمنطقة الشرقية، ظهر تطور جديد في قضية المخالفات المالية والإدارية بمجمع الأمل في الرياض، على خلفية ما نشرته "الوطن" من تقارير دفعت هيئة مكافحة الفساد للتدخل والتحقيق وإحالة المتورطين لهيئة الرقابة والتحقيق. وفي الوقت الذي لم تصدر فيه "نزاهة" أي بيان حول التجاوزات، أبلغت مصادر مطلعة الصحيفة أن أهم ما رصدته الهيئة خلال التحقيقات تمثل في نقص الأدوية، وزيادات غير مستحقة في المرتبات. ارتفعت نسبة المدمنين المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" في مستشفيات الأمل إلى 400 مدمن. وكشف استشاري الطب النفسي والمتحدث بالمؤتمر الدولي الثالث للطب النفسي الدكتور محمد شاووش ل"الوطن"، أن مستشفيات الأمل في جدةوالرياض والمنطقة الشرقية تضم حاليا في أقسام التنويم 400 مدمن مصابين بفيروس الإيدز، وأنهم بحاجة إلى تدخل علاجي فعال. وأضاف شاووش - الذي كان يدير مستشفى الأمل بجدة سابقا - أن هناك عددا من الأعراض الجانبية التي يعاني منها المدمنون المصابون بالإيدز نتيجة التعارض الذي يحدث بين الأدوية النفسية لعلاج الإدمان وبين أدوية الايدز. جاء ذلك على هامش انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الثالث للطب النفسي والإدمان الذي ينظمه مستشفى الأمل بجدة بفندق "إنتركونتننتال" وبحضور عدد من الاستشاريين والأخصائيين في مجال الإدمان من دول عدة. وأضاف شاووش أن مستشفيات الأمل لا تطبق بها برامج علاجية ذات كفاءة عالية، فنجد أن هذه المستشفيات تعاني من عدم وجود برامج تساعد على تقليل عوامل الخطورة كذلك لا يطبق بها التثقيف الصحي للمدمن المصاب بالإيدز وتفتقر لوجود برامج نفسية وعلاجية للجانبين، مشيرا إلى أنه لا بد من التدخل السريع من الجهات المعنية لتطبيق تلك البرامج في مستشفيات الأمل لتقديم الخدمات العلاجية للمدمنين المصابين بالإيدز، ويكون هناك ربط بين مستشفيات الأمل والمستشفيات الخاصة بعلاج مرضى الإيدز. وأضاف شاووش أن هناك حقيقة غائبة عن عدد من الأشخاص الذين يحملون المرض وغير مصابين به، موضحا أنهم في حال تعاطيهم للمخدرات سواء عن طريق الإبر أو الفم أو الشم فإن نسبة إصابتهم بالمرض ترتفع. وأضاف: أن الفيروس يكون في حالة خمول وأن الإدمان على المخدرات يحفز الفيروس لبدء نشاطه مما يجعل المدمن مصابا بالمرض وناقلا له. وكشف شاووش أن عدم وجود تواصل ما بين مستشفيات الأمل والمستشفيات الخاصة لعلاج مرضى الإيدز تسبب في حدوث مضاعفات للمرضى بسبب التفاعلات الشديدة بين علاجات الإدمان من جهة وعلاجات الإيدز من جهة أخرى. وحذر شاووش من اللجوء إلى مراكز صحية خاصة لعلاج المدمنين لأنها لا تتقن عملية التعامل مع المدمنين، مشيرا إلى أهمية أن تضم هذه المراكز أخصائيين في مجال علاج الإدمان. وكذلك حذر من الجمعيات التطوعية التي تهدف لعلاج المدمنين، وهي لا تملك الخبرة الكافية في هذا المجال وتعتمد على أشخاص متطوعين يعتمدون على النصح والإرشاد، وهذه طرق غير صحيحة لعلاج المدمن.