كانت محتقنة ذلك الصباح بشكل جعل زميلاتها يتخلين عن طريقة مزاحهن معها تلك التي تلح على نقاط ضعفها ودهشتها كطفلة. إن ألعن شيء هو هذا الكونتر الذي يقفون خلفه ويمدون أعينهم الطويلة المحمرة كقرون الفلفل الحار اليابس المطبوخ. وعندما تقوم تبحث في رف وربما يكون انجسر البالطو عن مؤخرتها وهنا تمتد أعين بالغة الطول. وكلهم لا يستحقون مجرد التفكير بالمغامرة من أجل توريطهم في زيجة كزيجات خلق الله. مرضى بالجنس لأن أغلب ذوي العيون الطويلة والمزكومين دوماً هم الذين يجيئون برفقة أهلهم من أول الزوجة الى الشعب! كل الأطفال فالمستوصف طقس ترفيهي في نظرهم. أووف. أمس كلمها. عارف ندا صاحب المستوصف. المؤلم أنه الوحيد الذي لا تلعن سنسفيله حين يبدأ الغزل. قالت مرة لأمها. فصمتت العجوز طويلاً. وكادت تموت. رأت عينيها الحبيبتين تغرورقان قالت: يمه بلا هالسؤال؟ - اسمعي يابنيتي. ادري والله انه حرام وان هالكلب مجرم ولا هو مفرق بين حلال وحرام. بس يابنيتي هو كلام يطير به الهواء. اجعلي نفسك كأن لم تسمعي يارب الشكوى لك. حنا بحاجة الألف وخمسمية. ابوك تعود من خلق أن الشغل مزاج ومع ذلك ينفخ ويناطح بقرون من حديد ويطلب. بنتك هالملعونة تشتغل بلاش؟ ليش اسمح انه تشتغل. جيبي 200 والا والله لذهبت للتو واستقلت لها. قالت زهرة زميلتها النحيلة: شلون بحر العيون؟ - بحر طل! فتضحك زهرة: - زعلانين اليوم؟ وش فيك؟ هل كلم اليوم؟ دق جرس الهاتف الغليظ. قفزت ميثا أنا أرد، مرحبا، سم. العنود؟ حاضر تفضل. ومدت لها السماعة: - متى يهدي الله الحبايب؟ - تبي شي؟ - ابيك يا حلو يا منكد علي نومي. يا عنود ارحم. - ياشيخ فيه ناس. - انا ما علي منهم. على الأقل... وصمت، كان يلهث.. على الأقل يحصل هال... وصرخ وأقفل السماعة. شعرت بالدوار والغثيان, وقررت الخروج. وفي وقوفها عند الباب قالت: - بنات بامان الله. اظني لن أرجع.