طغت على الاندية السعودية في المواسم الخمسة الماضية عادة تتمثل في إعادة المدربين المقالين من إدارتها، وأصبحت إعادة المدربين الذين سبق لهم النجاح مع أندية أخرى"موضة"لدى غالبية الاندية السعودية، خصوصاً أندية الدوري الممتاز. ولم ينجح من المدربين العائدين الا الثنائي الروماني يوردانيسكو وبلاتشي، فالأول قاد الهلال في موسم 1999 وحقق معه ثلاثية هي كأس المؤسس وكأس ولي العهد وكأس آسيا، وكرر نجاحه ذلك مع الاتحاد في موسم 2005 وحقق معه كأس دوري ابطال العرب ودوري ابطال آسيا، وبلغ بالفريق بطولة اندية العالم وتحقيق المرتبة الرابعة والثاني حقق مع النصر بطولة كأس أندية الخليج في موسم 1997، ونجح مع الهلال في تحقيق خمسة ألقاب في موسم 2001، ثم عاد الى بلاده، أما الأهلي فتعاقد في موسم 2003 مع المدرب البلجيكي ديمتري، الذي حقق 7 ألقاب مع الاتحاد، وقبل التعاقد مع الأهلي فشل ديمتري مع الاتحاد وخسر في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد، وكرر ذلك مع الأهلي، فتعاقد الاخير مع مساعده المدرب ايليا وخسر الفريق نهائي كأس الدوري وكأس ولي العهد، الى جانب الخروج من دوري أبطال آسيا، كما أن الأهلي تورط مع المدرب الفرنسي لوشانتير الذي نجح مع منتخب قطر، غير انه اخفق معه وتم إنهاء عقده باكراً في عام 2002. وقبل بداية الموسم الحالي تعاقد النادي الاهلي مع المدرب الألماني بوكير الذي حقق نجاحات كبيرة مع الوحدة وقاده للمرة الأولى في بلوغ للمربع الذهبي في الموسم الماضي، وتم تسريح بوكير أخيراً من الاهلي بعد ثلاث خسائر تعرض لها الفريق أمام الحزم والوطني والنصر، ليعين مدربه الوطني يوسف عنبر كمدير فني مكلف لحين إحضار مدرب جديد. كما اعاد الهلال في الموسم الماضي المدرب البرازيلي باكيتا، الذي نجح معه في موسمي 2005 و2006 بتحقيقه السداسية المحلية، لكنه فشل معه وخسر نهائي كأس الدوري أمام الاتحاد، وقبل ذلك تعاقد الهلال مع المدرب التونسي احمد العجلاني في موسم 2004، بعد ان حقق الاخير نجاحات مع القادسية بدخوله المربع الذهبي للمرة الأولى في موسم 2003، إذ أخفق العجلاني في قيادة الفريق الهلالي وتلقى اكبر خسارة في تاريخه من الأهلي بخمسة أهداف لهدف، ومثلها من الشارقة الإماراتي في دوري آسيا. وقام الاتحاد في موسم 2004 بالتعاقد مع المدرب البلجيكي لوكا، الذي حقق نجاحات مع جاره الأهلي وحقق معه كأس دورة الصداقة الدولية وكأس الأمير فيصل بن فهد وكأس أندية الخليج، غير انه فشل مع الاتحاد وتم إنهاء خدماته آنذاك. أما"شيخ الاندية السعودية"نادي الشباب، فأعاد المدرب احمد العجلاني للدوري السعودي، ولم يمكث الاخير معه طويلاً، خصوصاً بعد الخسارة التي تلقاه من العربي الكويتي في دوري أبطال آسيا في عام 2005، كما أن الشباب تعاقد مع المدرب البرتغالي جوزيه، الذي اشرف على الفيصلي في الموسم الماضي، وحقق نجاحات كبيرة معه، غير انه هو الآخر كلف الشباب الكثير، وخسر معه كل الألقاب المحلية. فيما جلب النصر المدرب البرازيلي باتريسيو، بعد أن نجح الاخير مع الاتفاق وقاده إلى نهائي كأس اندية الخليج، وقام النصر بالتعاقد معه وكاد الفريق الاصفر ان يهبط إلى مصاف أندية الدرجة الاولى في الموسم الماضي، إضافة الى خروجه من البطولة العربية من أمام وفاق سطيف الجزائري ومن الفيصلي في بطولة كأس ولي العهد. كما ان النصر اعاد البرتغالي ارثر جورج الذي حقق معه نجاحات، أبرزها الوصول لاربعة نهائيات في موسم 2001، لكن تم إلغاء عقده بعد الخسارة الكبيرة التي تلقاها من الفيصلي بأربعة أهداف لهدف في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، وهو ضيف الأضواء في الموسم الماضي. دخل الطائي القائمة، فتعاقد مع المدرب الفرنسي سموندي الذي قاد الفيصلي الموسم الماضي، وفشل مع الطائي من دون تحقيق أي انتصار حتى نهاية الجولة السادسة، وتعادل مع الشباب والنصر والوطني وخسر بالخمسة من الاتحاد. ويأتي عدم نجاح عودة المدربين الذين نجحوا في أماكن أخرى لأسباب عدة، منها تغيير اللاعبين الذين كانوا يشرفون عليهم، إضافة إلى عدم ملاءمة المناخ الذي تعودوا عليه سابقاً. فهل نشاهد أسماء أخرى في المرحلة المقبلة لمدربين سبق لهم العمل مع أندية أخرى؟ أم أن الأندية ستعمل على الاستفادة من الدروس الماضية وتحضر أجهزة فنية جديدة لم يسبق لها العمل مع الأندية السعودية؟