لم يعد الصيف فصلاً خاصاً بسوق انتقالات اللاعبين فحسب بل تعدى ذلك وأصبح موسم تغيير وانتقال المدربين فأصبحت الأندية هي اكبر الخاسرين من جرى هذا التغيير التي لم يعد له معيارا محددا لبقاء المدرب، ومن باب سد الذرائع تضع اللائمة على المدرب حتى ولو ولم يفشل في مهمته، وهذه السياسة التي تقوم بها بعض إدارات الأندية تهدف إلى امتصاص الغضب الجماهيري بدلا من الدخول في مصادمات مع الجماهير التي أصبحت أكثر وعيا وإدراكا وتعرف مدى الاستفادة من المدرب من عدمها ليكون المدرب شماعة تعلق عليها الأخطاء عندما تسوء النتائج. الموسم الرياضي الماضي من اغرب المواسم التي مرت على الكرة السعودية إذ أصبح المدرب هو "كبش الفدى" الذي يضحى به، وحتى وان حقق الانجازات فهذا لا يعفيه من إقالته على الرغم من يقينهم وإدراكهم أنه في أغلب الأحيان ليس هو المشكلة لا سيما عندما يقدم عملا مميزا. وقد أجمع الخبراء والنقاد الرياضيون على أن هذه الظاهرة السلبية التي تطل برأسها في الدوري كل موسم تؤكد تخبط إدارات الأندية التي تتحمل المسؤولية الكاملة سواء أثناء التعاقد مع المدربين أو حين إقالتهم كونها تعبث بالاستقرار الفني ولا تتحلى بالصبر الكافي، فضلا عن الهدر المالي غير المبرر، حتى تكبدت خزائن الأندية مبالغ مالية طائلة سواء من حيث مقدمات العقود والرواتب الشهرية أو من حيث دفع (الشرط الجزائي) في ظل غياب الرعاية وتراجع دعم أعضاء الشرف. الهدر المالي لازال مستمراً.. و«الاستغناء» وسيلة قديمة للاحتماء به عن غضب الجماهير مسلسل الإطاحة بدأ مسلسل الإطاحة بالمدربين بعد أول استقالة تقدم بها مدرب الشباب البلجيكي ميشيل برودوم الذي حقق مع الفريق بطولة الدوري قبل موسمين ووصافة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في الموسم قبل الماضي، وجاءت استقالته بعد خروج الفريق من دوري أبطال آسيا التي فشل في بلوغ دورها نصف النهائي إثر تعثره أمام كاشيوا ريسول الياباني على أرضه، ثم خسارته أمام الاتحاد في افتتاح منافسات الدوري، وتم إسناد المهمة لمساعده مواطنه إيمليو فيريرا الذي قدم عملا جيدا، لكنه لم يستمر طويلا، قبل ان تتم الإطاحة به بحجة تراجع مستوى الفريق ونتائجه في أخر المباريات التي أشرف عليها، وأسندت المهمة للمدرب التونسي عمار السويح الذي قاد الفريق الى تحقيق كأس خادم الحرمين الشرفين قبل ان يخرج من الدور ال16 من دوري أبطال آسيا على يد الاتحاد ذهابا 1-صفر وايابا 3-1، لتتم إقالته بعد نهاية الموسم. النهضة يقتفي الأثر بعد جولة واحدة من إقالة مدرب الشباب سارت إدارة النهضة على النهج فألغت عقد المدرب الروماني إيلي بلاتشي الذي لم يحقق مع الفريق أي حالة فوز وتوصلت إلى قناعة بعدم جدوى استمراره لا سيما بعد الهزائم الكبيرة التي تعرض لها وتعاقدت مع المدرب التونسي جلال قادري الذي على الرغم من محاولاته المستميتة لإنقاذ الفريق الذي يقبع في المركز الأخير، إلا أنه فشل في مهمته وهبط بالفريق إلى مصاف أندية الدرجة الأولى. إدارة الاتفاق اعلنت إلغاء عقد المدرب الألماني ثيو بوكير لسوء النتائج وأسندت المهمة لمدرب الفريق الأولمبي الروماني إيسبيو تودور بصفة مؤقتة الذي قاد الفريق في مباراتين قبل أن تتعاقد رسميا مع المدرب الصربي غوران الذي لم يستمر طويلاً لتتخذ الإدارة قرارا بإقالته وتتعاقد مع المدرب الروماني إيوان أندوني لكن هذه المرة بغرض إنقاذ الفريق المتعثر والمهدد بالهبوط من الدوري ولكنه فشل وهبط بالفريق الى دوري "ركاء" لأندية الدرجة الأولى. اما الشعلة فقد اعلن عن تقديم المدرب التونسي أحمد العجلاني استقالته من مهمته بعد تراجع نتائج الفريق وتعاقدت مع المدرب الأسباني خوان ماكيدا الذي نجح في فرض أسلوبه ونجح في انتشال الفريق والبقاء في الدوري. مدرب الفيصلي ضحية جديدة في الجولة قبل الأخيرة من الدور الأول أقالت ادارة الفيصلي مدرب الفريق البلجيكي مارك بريس بعد تراجع المستوى على الرغم من تقديمه عملا مميزا في الموسم قبل الماضي وتعاقدت مع المدرب الإيطالي جيوفاني دولاكاسا الذي لم يتطور معه الفريق كثيرا ولكنه حافظ على بقاءه في دوري (عبداللطيف جميل). ثم انتقلت العدوى الى نادي الاتحاد الذي اقال المدرب الأسباني بينات الذي قاد الفريق في الموسم قبل الماضي للظفر بكأس مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، وأسندت المهمة للمدرب المصري عمرو أنور بصفة مؤقتة، الى حين تم التعاقد مع المدرب الأوروجوياني خوان فيرسيري الذي لم يدم هو الآخر طويلا وتمت إقالته، وتم التعاقد مع المدرب الوطني خالد القروني الذي انتشل الفريق وحقق معه التأهل الى دور الثمانية من دوري أبطال آسيا. وعلى الرغم من البداية الجيدة للمدرب المقدوني جوكيكا حاجيفسكي مع نجران إلا أن الفريق تلقى جملة هزائم فما كان من إدارة النادي إلا فسخ عقده بالتراضي والتعاقد مع المدرب السوري نزار محروس الذي نجح في بقاء الفريق لموسم اخر. وقبل انتهاء الموسم بجولات عدة أعلن الرائد إلغاء عقد مدربه الجزائري نورالدين زكري وتم تكليف مساعده التونسي عماد السلمي الذي قاد الفريق الى البقاء في الدوري. بطل دوري عبداللطيف جميل وكأس ولي العهد النصر هو الاخر انهى عقد مدربه الأوروغوياني كارينيو الذي حقق مع الفريق بطولة الدوري وكأس ولي العهد ولكنهما لم تشفعا له للتجديد وتم فسخ عقده ليتم التعاقد مع المدرب الاسباني راؤول كانيدا لمدة موسمين. وصيف بطل الدوري الهلال هو الآخر أعلن عن فسخ عقد مدربه الوطني سامي الجابر بعد شد وجذب بين الإدارة وأعضاء الشرف والجماهير والتوقيع مع المدرب الروماني لورينتيو ريجيكامف لتدريب الفريق لمدة موسمين، اما ثالث الدوري ووصيف بطل كأس الملك الأهلي فقد أعلن عن فك ارتباطه مع المدرب البرتغالي فيتور بيريرا ولم يتم التوقيع مع مدرب اخر حتى الآن. واعلن الشباب رابع الدوري وبطل كأس خادم الحرمين الشريفين عن فسخ عقد مدربه التونسي عمار السويح على الرغم من تحقيقه لبطولة كأس الملك ولم تعلن حتى الآن عن مدربها الجديد. ويعتبر خامس الدوري التعاون هو الفريق الوحيد في الدوري حتى الان الذي ابقى على مدربه الجزائري توفيق روابح بعد ان حقق له مستوى رائع في الدوري وحصد 35 نقطة ابقته في المركز الخامس. الاتحاد بعد تحقيقه التأهل الى دور الثمانية من دوري أبطال آسيا والمركز السادس اعلن عن نيته في تجديد عقد مدربه الوطني خالد القروني وحتى الآن لم يصدر شئ فيما اعلن الفيصلي صاحب المركز السابع اعلن عن فسخ عقده مع المدرب المدرب الإيطالي جيوفاني دولاكاسا والتوقيع مع المدرب البلجيكي ستيفان بيمول. العروبة ضيف جميل في موسمه الاول وصاحب المركز الثامن سار مع الركب والغى عقد المدرب التونسي جميل القاسم والتوقيع مع المدرب الفرنسي لوران بانيد. وتعاقد صاحب المركز التاسع في الدوري الرائد مع المدرب البلجيكي مارك بريس، وتعاقد بطل الدوري للموسم قبل الماضي الفتح مع المدرب الأسباني خوان خوسيه ماكيدا عقب فسخ عقده مع المدرب التونسي فتحي الجبال الذي حقق مع الفريق بطولة الدوري، ولكنه قدم الموسم الماضي مستويات متدنية صارع خلالها على البقاء في الدوري عقب الخروج باكر من دوري ابطال اسيا والتوقيع، ووقع نجران مع المدرب الفرنسي ديدي لقيادة الفريق الموسم المقبل، وأعلن الشعلة عن التوقيع مع المدرب الهولندي هانز فان بلوخم.