نجح فريق جراحي طبي مكون من 22 شخصاً أمس في فصل التوأم السيامي العماني، في جراحة استغرقت نحو 18 ساعة، يمثلون قطاعات صحية مختلفة في السعودية. وعزا المشرف العام على الفريق الطبي الدكتور عبدالله الربيعة التعتيم الإعلامي الذي حدث قبل الجراحة وأثناءها إلى حساسية الحالة،"وحفاظاً على صحة التوأم". وكانت الجراحة بدأت بشكل مفاجئ صباح أول من أمس، على رغم تصريحات سابقة للربيعة في الأسبوع الماضي، أكد خلالها أن موعد الجراحة لن يحل قبل أسابيع عدة. وخاض الفريق الطبي الذي يتكون من 22 شخصاً هذه الجراحة بنسبة مخاطرة قدرت من قبلهم ب?40 في المئة، بعد أن أجرى الفريق جراحة وهمية تجريبية الأربعاء الماضي. وقال الربيعة:?"فضّل الفريق الطبي الإعلان عن نتائج الجراحة بعد اكتمالها، لأن هذا النجاح من نجاح الوطن"، مشيراً إلى ضرورة حرص الإعلام على سلامة التوأم خلال الجراحة. ولفت الربيعة إلى لجوء الفريق الطبي لاستخدام أجهزة دقيقة للمرة الأولى، مثل جهاز الملاحة العصبي، ومنظار التخطيط ثلاثي الأبعاد الحجمي الآلي، وجهاز الأشعة المقطعي المتحرك، إضافة إلى تصنيع داعم خاص لطاولة الجراحات، لتسهيل وسلامة التخدير، والذي يصنع للمرة الأولى في العالم، وتم تصميمه من مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض. من جهته، أكد الدكتور أحمد الفريان مشارك في الجراحة أنه بفضل هذه الأجهزة تم فصل 5 أوردة متصلة بنجاح والسيطرة عليها. وأوضح الربيعة أن الجراحة استغرقت نحو 18 ساعة، استغرقت سبع مراحل، وشارك فيها 22 شخصاً من تخصصات جراحة الأعصاب والتخدير والتجميل وجراحة الأطفال والتمريض والفنيين، كما أن الفريق الطبي الذي أشرف على الجراحة تكون من نحو 60 عضواً. وحول الخطورة التي صادفت الفريق خلال الجراحة أشار رئيس قسم التخدير الدكتور محمد الجمال إلى وجود نزيف خلال جراحة التخدير تم التعامل معه. وكشف الربيعة عن مكوث التوأم في العناية المركزة تحت المراقبة الفائقة لمدة تتراوح بين 14 و21 يوماً، سيخضعان بعدها إلى جراحة تأهيل لم يحددها الربيعة، كاشفاً عن عزم الفريق إجراء جراحات لاحقة، لتغطية جمجمة الرأس بالعضل وجراحات تجميلية أخرى. وأكدت رئيسة قسم العناية الفائقة للأطفال الدكتورة هالة العالم، أن التوأم في حال صحية جيدة، وأنهما أفاقتا من التخدير تماماً بعد ساعات قليلة من إجراء الجراحة، وبدأتا بالحركة. وأشارت العالم إلى عدم وجود نزيف، وأن المؤشرات الحيوية جميعها تسير بشكل جيد، ولكن الاطمئنان أكثر بعد مرور 72 ساعة. يذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجّه بعلاج التوأم السيامي في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض. وكان التوأم وصل إلى السعودية نهاية العام الماضي، وتم تشكيل فريق طبي متخصص، وأجريت للتوأم فحوصات طبية دقيقة على مدى أسابيع، اتضح له من خلالها إمكان الفصل بنسبة نجاح لا تتجاوز 60 في المئة، وتم وضع بالونات تحت الجلد لتمديد جلد فروة الرأس على مدى الأشهر القليلة الماضية، حتى وصل امتداد الجلد إلى مساحة تسمح بتغطية الفراغ الناتج بعد جراحة الفصل.