نجحت أمس الجراحة رقم 27 لفصل التوائم السيامية في الرياض، إذ تمكن الفريق الطبي برئاسة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة من فصل التوأم السيامي الأردني محمد وأمجد صباح أمس في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في الحرس الوطني. وشارك في الجراحة نحو 70 من الاستشاريين والاختصاصيين وأطباء التخدير وعدد من الأطباء والممرضين، وعدد من المساندين من اللجنة العلمية لجراحات الفصل السيامي، وإدارة الخدمة الاجتماعية التي كانت مع والدي السيامي لمساندتهما أثناء إجراء جراحة الفصل، وقسم العلاج الطبيعي والتأهيل وإدارة الخدمات المساندة والصيدلة. ومرت العملية بخمس مراحل: التخدير ثم الإعداد والتعقيم، والجراحة، ثم فصل الكبد والأجزاء الظهرية. وكانت المرحلة الرابعة (الفصل) من المراحل الحرجة إذ تضمنت فصل الحجاب الحاجز القريب من أغشية القلب، تم تحديد فصل الكبد وقص غشاء الكبد، ثم جراحة فصل الكبد التي جرت بسلام من دون أي مضاعفات، وأخيراً إعادة الترميم. وأجريت جراحة فصل الكبد بأحدث الأجهزة التي استخدمت في أول جراحة لفصل السيامي الأردني بالكي بالأشعة السينية والكي بالليزر لتقليل النزيف، في حين أن الاتصال بين السياميين كان فقط في الكبد، وبعد ذلك تم فصل السيامي الأردني عن بعضهما بعضاً جسدياً بواسطة فريقين طبيين. وتمثلت المرحلة الخامسة بإعادة الترميم بواسطة الفريقين الطبيين الذي تولى الربيعة رئاسة أحدهما. وشارك في جراحة فصل السيامي اثنان من أطباء الامتياز، واثنان من طلاب التمريض، وأطباء من مستشفى أرامكو ومستشفى الملك خالد الجامعي ومدينة الملك فهد الطبية ومدينة الملك عبدالله الطبية بمكة المكرمة، إضافة إلى طلاب من كلية الطب وطالبات تمريض. وقالت أم خالد والدة السيامي الأردني ل «الحياة» وهي تتابع فصل ابنيها من خلال التلفزيون: «كانت المرحلة جداً صعبة ولم أتمالك نفسي من الخوف عليهما. لكنني كلما كنت أتخيل بأن حالتهما بعد هذه الجراحة ستكون جيدة يصيبني الاطمئنان». وتقدمت ب «الشكر لله عز وجل أولاً ثم لملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والذي شملنا بعطفه الأبوي الكبير بتبنيه جراحة فصل أبنائي محمد وأمجد، سائلة المولى أن يمده بالقوة والعزم»، كما «شكرت الفريق الطبي الذي بذل قصارى جهده في إنجاح هذه الجراحة التي استغرقت أقل من الساعات المحددة لها»، كما نوّهت «بسرعة استجابة مستشفى الحرس التي لم تزد على يومين، فيما استغرق الوقت من صدور الموافقة الى قدومنا الى المملكة 6 أيام فقط». ومن جانب آخر، أوضحت الاختصاصية الاجتماعية دلال الشمري أن متابعة حالة والدي السيامي بدأت منذ 3 أيام ما جعلنا نهيئهما نفسياً قبل دخول طفليهما الى غرفة الجراحة.