يقول رئيس تحرير صحيفة"لاغازيتا ديللو سبور"الايطالية المتخصصة في الرياضة والذي نُشر له حوار قبل أيام في إحدى الصحف المحلية: "لا مكان للصحافيين المتحيزين في جريدتنا". كنت أتمنى أن يكون هذا العنوان لأحد رؤساء التحرير لدينا، ولكن الآن أدعو الله من كل قلبي أن يكون شعاراً لجميع الزملاء في كل الصحف، فالوضع الذي وصل إليه التحيز في صحفنا أصبح لا يحتمل، والمعضلة الكبرى أن المتحيزين انقسموا الى فريقين، كل منهما يرى أنه غير متحيز! وهذه مشكلة كبيرة لابد أن نبحث لها عن حل جذري، فمن غير المعقول ان يختلف اثنان على اللون الأسود مثلاً. سؤال ظل يحيرني ويقلقني منذ زمن ليس طويلاً جداً، لأنني مازلت شاباً، لماذا تختلف الصحف في نقل أحداث ووقائع مباراة شاهدها الجميع؟ سأضرب مثلاً لمباراة جمعت الهلال والاتحاد، سيطر فيها الأول سيطرة شبه مطلقة وسجل وحقق فوزاً صريحاً وبأكثر من هدف، وفي صباح اليوم التالي لا تستعجب أو تستغرب إن قرأت في أكثر من صحيفة أن الهلال نجا بأعجوبة من هزيمة نكراء وأن الحكم تساهل وتغاضى وظلم وتجرأ و... و... و... الخ! وبغض النظر عن قدرة الهلال على تسجيل الفوز على الاتحاد في أي وقت أو مكان، نجد أن بعض الصحف تبالغ في التمجيد والتطبيل وكأنها تختزل بطولات الزعيم في هذا الفوز لتتطور لغة الجماهير من فرحة بالفوز الى شماتة واستعلاء، بشهادة الصحف التي زورت الحقائق وبالغت في الوصف. أخيراً أصرخ بأعلى صوتي، وأطالب بوضع حلول وعقوبات من الجهات المعنية في وزارة الثقافة والإعلام والرئاسة العامة لرعاية الشباب لمن ينقل صورة مزورة عن مباراة أو حدث رياضي لم يرها سواه! كما أرحب باقتراحات وحلول القراء لنشرها في مقبل الأيام بشرط ألا تكون متحيزة! [email protected]