تعودنا في دورات الخليج أن نسمع من رؤساء الوفود بعض التصريحات النارية التي تطلق هنا وهناك، والهدف منها تخدير الخصم أو التأثير على معنويات لاعبيه أو صرف النظر عن المرشّح الحقيقي! هذه التصريحات لازمت بطولة الخليج عبر تاريخها الطويل، لكنها وإن لم تعد تؤتي ثمارها في السنوات الأخيرة، إلا أنها ظلت فاكهة الدورات، في"خليجي19"في مسقط تفاجأنا بمحاولات الإعلاميين الحثيثة لسحب الأضواء من كل الأحداث، بما فيها مباريات كرة القدم بعد الصراع الذي ظهر على السطح بين قناة"الجزيرة"الناقلة للبطولة وقناتي"أبوظبي"و"دبي"من جهة أخرى! تخيلوا بعدما كان الجمهور واللاعبون يحرصون على متابعة ما يكتبه الإعلام عن الدورة تفرّغ الجميع الآن في مسقط لمشاهدة المعركة غير المبررة إطلاقاً بين إعلاميين يفترض أنهم بأعمارهم وتاريخهم قدوة لجيل الشباب من الصحافيين المشاركين في تغطية البطولة الحالية! المؤسف أن المشكلة انفجرت في ظل التنافس الفضائي على احتكار البطولات والإعلانات والاشتراكات، وهو أمر مشروع، فلماذا كل هذا الزعل؟ الإخوة في مصر لديهم مثل شعبي شائع يقول:"بين البايع والمشتري يفتح الله"، لكن الجماعة في قناة"أبوظبي"طبقوا مقولة:"بتبيعونا الحقوق غصب"! المحزن والمؤسف أن الإعلاميين الكبار من طرفي النزاع ظهروا كل على شاشته ليتهجموا على بعضهم بألفاظ لا ينطقها إلا الصغار وأولاد.......! العماني رهيب احتفل الأشقاء العمانيون بوصولهم إلى ثالث نهائي في دورات الخليج بعد التفوق التام أمام المنتخب القطري الذي حاول إدراك التعادل لكن رغبة العمانين في الفوز والتأهل للنهائي كانت أقوى، إضافة الى روحهم المعنوية العالية ودعم جماهيرهم المدهش. وفي المقابل أثبت منتخبنا الوطني أنه رقم صعب جداً في البطولات الخليجية بعدما تمكّن من إقصاء نظيره الكويتي، ليفرض الواقع والمنطق نفسه، فالأقوى والأفضل وصل للنهائي بعيداً عن التخدير والتطبيل الإعلامي، الذي لم يعد مفيداً في زمن الاحتراف الفعلي. أخيراً أتمنى أن يوفق المنتخبان الأقوى في تقديم لقاء نهائي مساء السبت يليق بإمكاناتهما وتفوقهما. فهل يخطف"الأخضر"البطولة في مسقط؟ أم يرفض العماني خسارة النهائي الثالث الذي يصل إليه ويتوّج بالكأس؟ [email protected] نشر في العدد: 16723 ت.م: 16-01-2009 ص: 25 ط: الرياض