لم تعد طرق التسول اليوم تقتصر على الأساليب التقليدية من عبارات استجداء، وملابس مهترئة، وعاهات مصطنعة، بل ظهرت أساليب أخرى، كأن تصادف نسوة أو رجالاً يتمتعون بأناقة لافتة، يقصون عليك قصصاً ومواقف مختلفة تظهر حاجتهم، ليطلبوا بعد ذلك عشرة ريالات لتعبئة السيارة بالبنزين، بحجة أنه نسي المحفظة في البيت، أو يصادفك شخص داخل المستشفيات يطلب منك مبلغاً من المال لاستكمال علاج والدته، خلافاً لنماذج أخرى كثيرة كمسح زجاج السيارات، وبيع البضائع أمام إشارات المرور. هذه المظاهر غير الحضارية التي تتكئ علي استعطاف الغريزة الإنسانية، تزداد وتتسع مساحتها في شهر رمضان الكريم، إذ يلاحظ وجود هؤلاء المتسولين بكثرة في ساحات المسجد النبوي الشريف، وأمام المطاعم، ومواقف السيارات والمساجد والملاهي وحلقات الخضار. وكشف مصدر مطلع في مكافحة التسول ل?"الحياة"أن عدد الذين قبض عليهم من المتسولين في السعودية خلال السنوات السبع الماضية بلغ من الذكور السعوديين 13.728 مواطناً ومن غير السعوديين 66.971، أما عدد السعوديات فبلغ 23374، ومن غير السعوديات 50.522 متسولة. واحتلت مدينة مكةالمكرمة المرتبة الأولى في أعداد المتسولين، تلتها محافظة جدة ثم المدينةالمنورة، وهذه النسب تزداد ارتفاعاً أثناء الحج والعمرة وشهر رمضان. وأشار المصدر إلى أن المتسولين والمتسولات من غير السعوديين يتم التعامل معهم نظامياً من خلال ترحيلهم إلى بلدانهم، فيما يحول السعوديون إلى الجمعيات الخيرية لمساعدتهم بعد التأكد من وضعهم الاجتماعي. وأوضح أن حملات ملاحقة المتسولين كشفت عن جمعهم مبالغ طائلة من المواطنين والمقيمين، خلافاً لاستخدام هؤلاء المتسولين لطرق خداع واحتيال عدة لاستدرار عطف فاعلي الخير، مشيراً إلى أنه في إحدى حملات ملاحقة المتسولين، ألقي القبض على متسول باكستاني في حوزته مبلغ 72 ألف ريال من فئة 500 ريال، و93 ألف ريال من فئة الخمسة، و20 ريالاً، أي ما مجموعه 165 ألف ريال، كما ألقي القبض على ثلاثة أطفال صوماليين يتسولون وهم يرتدون عباءات نسائية. وأضاف المصدر أن مكتب مكافحة التسول في المدينةالمنورة يكثف من حملاته الميدانية خلال موسمي شهر رمضان والحج، إذ تعمل فرق المكافحة يومياً وفي أيام الإجازات لمكافحة ظاهرة التسول.